حكم الذهاب إلى مجالس أهل المنكر من أجل الدعوة إلى الله

عندنا في السودان إذا مات شخص يجتمع الناس بعد الدفن، ثلاثة أيام، والسؤال: هل يجوز للداعية أن يذهب إليهم ويدعوهم إلى الإسلام وينكر عليهم فعلهم هذا، وهذا الداعية يذهب بنية الدعوة إلى الله ويبين الحق من الباطل، وهو لا يجالسهم ولا يأكل عندهم، بل إنما قصده يبلغ دعوة الله لكونهم مجتمعين، ثم ينصرف ولا يجالسهم، أسأل هذا لأن بعض الإخوة لا يرون الذهاب بقصد الدعوة؛ لأنهم في منكر؟ أرجو التوضيح بالتفصيل،

الإجابة

ذهاب الدعاة إلى المجتمعات المخالفة للشرع للدعوة والتوجيه أمر مطلوب لأنها فرصة ينبغي أن تستغل وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمر على مجامع الكفرة في منى فيدعوهم إلى الله ويطلب منهم أن يؤووه حتى يبلغ رسالات الله، وذهب مرة إلى سعد بن عبادة يعوده في المدينة وهو مريض فمر على مجتمع فيه اليهود وفيه بعض الكفرة من الوثنين، وفيه بعض المسلمين فوقف عندهم ودعاهم إلى الله عز وجل ورغبهم في الخير. فالدعاة إذا زاروا بعض المجتمعات المنحرفة كالذين يجتمعون بعد موت الميت ويقيمون مأتماً عند أهل الميت؛ يعلمهم، يقول: هذا ما يجوز، أهل الميت لا يقيمون للناس مأتماً، ولا طعاماً ولا يجمعون الناس، ولكن إذا بعث إليهم جيرانهم طعاماً أو أقاربهم طعاماً فلا بأس بهذا، كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاء نعي ابن عمه جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة أمر أهله أن يبعثوا لأهل جعفر طعاماً، وقال: إنه أتاهم ما يشغلهم، هذا لا بأس به؛ بل هو مشروع أما كون أهل الميت يقيمون مأتماً، يقيمون طعاماً للناس يجمعونهم هذا لا يجوز، هذا من عمل الجاهلية. كذلك الاجتماعات على المولد، مثل الاحتفال بالمولد في أي مكان فيأتيهم الدعاة ويقولون هذا الاحتفال لا يجوز وليس بالشريعة موالد يحتفل بها ولم يشرع هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - لا في مولده ولا في مولد غيره، ولم يفعله الخلفاء الراشدون مع نبيهم عليه الصلاة والسلام، ولا بقية الصحابة ولا التابعون ولا أتباعهم بإحسان، حتى ينتبه الناس لهذه البدع ويحذروها؛ هذا كله لا بأس به، إنما المنكر أن يحضر معهم للمشاركة فقط، أما إذا حضر لا للمشاركة بل للدعوة والتوجيه والإرشاد ثم ينصرف هذا مأجور وغير مأزور والله المستعان.