الإجابة:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه
أجمعين، وبعد:
فأسأل الله لي ولك ثباتاً في الأمر وعزيمة على الرشد، وأن يستعملنا
جميعاً في طاعته، وأوصيك أخي ونفسي بالإخلاص لله في القول والعمل، فإن
الإخلاص هو لب الدين: {قل إني أمرت أن
أعبد الله مخلصاً له الدين * وأمرت لأن أكون من المسلمين * قل إني
أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم * قل الله أعبد مخلصاً له ديني
فاعبدوا ما شئتم من دونه}، وهنيئاً لك ما أنت فيه من قيام
بواجب الدعوة إلى الله وتبليغ العلم والقيام على أمر الدين بتنبيه
الغافل وإرشاد الضال وتعليم الجاهل، وهذه مهمة الأنبياء صلوات الله
وسلامه عليهم أجمعين.
وما ذكرته في كلامك حق وجزاك الله خيراً على ما قلت، والواجب عليك
استفراغ جهدك في الحفاظ على هذا المنبر الذي يبلغ به صوتك إلى كثير من
الناس، ولا تمتنع من الدعاء بعد الصلاة إن كان في ذلك تفويت لتلك
المصالح العظيمة؛ لأن أهل العلم رحمهم الله يقررون أن المفسدة الصغرى
تُرتكب لدفع العظمى، وأن المصلحة الصغرى تُفوَّت لتحصيل الكبرى، ولا
ريب أن تصحيح عقائد الناس هو أس الدين ولبه ولحمته وسداه، فالتمس لذلك
أيسر الطرق وأسهل الأساليب، ولا تقصر في سبيل بلوغ هذه الغاية، هداني
الله وإياك سبل الرشاد، ووقاني وإياك أسباب الغي والفساد، والحمد لله
رب العالمين.
نقلاً عن شبكةالمشكاة الإسلامية.