الواجب على الشيوخ والشباب أن يتعاونوا على الخير ويصلوا في المسجد

لنا مسجد في قرية صغيرة، وقد وقع فيه نزاع بين الشيوخ والشباب، فالشيوخ لا يرضون بالشباب أن يتولوا مسئولية المسجد، والبعض من الرجال كبار السن قد قطعوا الدخول إلى المسجد والصلاة فيه، ويصلون في منازلهم، ويصلون صلاة الجمعة بمدينة تلمسان، فهل في ذلك إثم على الجميع؟

الإجابة

هذا محل نظر لأن الخلاف لم تبين أسبابه لم تبين أسباب الخلاف, والواجب على الشيوخ والشباب أن يتفقوا على الخير وأن يتعاونوا على البر والتقوى و يصلون جميعاً في المسجد ويتعاونون على الخير, ويقدمون أفضلهم وأقرأهم كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: (يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله)، فلا ينبغي التنازع في مثل هذا؛ لأن المقصود وجوب أداء الجماعة فعليهم جميعاً أن يتعاونوا على البر والتقوى وأن يؤدوا الصلاة جماعة وليس لهم الصلاة في بيوتهم, بل الواجب عليهم أن يصلوا في المسجد وأن يتفقوا جميعاً, وأن يأمهم أقرأهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة, فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم خيراً، وإن كانوا في ذلك سواء فأقدمهم سناً- يعني أكبرهم سناً-، وأقدمهم إسلاماً، هذا هو الواجب عليهم أن يتأدبوا بآداب الشريعة, أما أن يتخلى الشيوخ عن المسجد, ويتخلى الآخرون عن المسجد يبقى المسجد ما فيه أحد، أو يصلي فيه الشباب وحدهم ويصلي الكبار في بيوتهم هذا لا يجوز، الواجب أن ينظر في الأمر وأن يحل الخلاف الذي بينهم بالطريقة الشرعية, فإن كانوا ينقمون على الشباب شيئاً نصحوهم ووجهوهم إلى الخير, وإن كان الشيوخ عندهم بدعة أو عندهم معاصي تابوا إلى الله منها حتى يتفقوا مع الشباب, فالحاصل أنه لا بد من حل المسألة بالطرق الشرعية، أما أن يصلي الكبار في بيوتهم أو الصغار في بيوتهم من أجل النزاع فهذا لا يجوز، والواجب القضاء عليه. والله المستعان.