حكم تداوي النساء عند الأطباء الذكور

السؤال: بعض النساء إذا قلت لها أنا أعرف طبيبة مجربة تختص بالنساء -أريد ردها عن التمادي على المتابعة مع الطبيب- قالت: أنا قد جربته ولا أقتنع بغيره، فما حكم مقالة هذه المرأة؟

الإجابة

الإجابة: إنه يجب على المسلم أن يعلم أن الأطباء لا يغيرون شيئاً من قدر الله سبحانه وتعالى، فالإنسان الذي كتب الله عليه مرضاً لا بد أن يصيبه ما كتب عليه، وإذا كتب له الشفاء لا بد أن يشفى في الوقت الذي كتبه له، والأطباء هم مجرد وسيلة من الوسائل، وهذه الوسيلة ينبغي أن لا تخرج عن إطارها، فلذلك إذا كان الإنسان مثلاً يريد جمع المال وهو يعلم أن وسائل جمع المال منها العمل في النطاق الحكومي ومنها العمل التجاري ومنها الزراعة ومنها الصناعة وغير ذلك فإنه سيختار عملاً يناسبه هو، ولا ينظر إلى أكثر الأعمال ريعاً، ولو كان الإنسان ينظر إلى أكثر الأعمال ريعاً لتعطلت مصالح الخلائق جميعاً.

فكذلك الذي يريد الشفاء من مرض من الأمراض عليه أن يعلم أن سبب الشفاء ينقسم إلى قسمين: إلى سبب شرعي وسبب كوني.

فالسبب الشرعي: هو بالصدقة والدعاء وقراءة القرآن والرقية الشرعية وغير ذلك من الأسباب التي حض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينها.

والسبب الكوني: هو العلاج لدى الأطباء، وهو مأمور به شرعاً، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لم ينزل الله داءً من السماء إلا وأنزل له دواءً فتداووا عباد الله" لكن لا يقتضي هذا أن تأتي على كل طبيب وأن تبحث عن أقوى طبيب في هذا المجال وأعلاهم تخصصاً، فأنت تريد سبباً من الأسباب، فإذا ذهبت إلى طبيب قد تخصص في هذا النوع من الأمراض ودرسه وأخذ فيه شهادة عالية وبذل جهده فإنك إذا كان قد كتب لك الشفاء من ذلك المرض فستصادفه، وإن لم يكتب لك الشفاء ولو ذهبت إلى أقواهم وأعلاهم لا يمكن أن تنتفع.

ومن هنا فإن المرأة إذا وجدت طبيبة أنثى متخصصة في أمراض النساء وستضطر لكشف العورات وكشف ما لا يمكن أن يطلع عليه الرجال إلا من ضرورة، فلا ينبغي أبداً أن تذهب إلى رجل يكشف ذلك منها، بل عليها أن تقتصر على تلك الطبيبة الأنثى، ولو كانت خبرتها أقل من خبرة الطبيب الذكر، لكن مقابل تلك الخبرة أنها امرأة والجميع يجري الله على يديه الأرزاق، ولا تدري هذه المرأة على يد من يكون شفاؤها.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.