الإجابة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالواجب على من فرط في الصلاة المفروضة أن يتوب إلى الله تعالى مما كان ويعزم على عدم العود؛ إذ تضييع الصلاة المكتوبة من كبائر الذنوب التي هي إلى الكفر أقرب.
والحمد لله الذي تاب عليك، والمطلوب منك ألا تشتغل بالنوافل، بل اجتهد ما استطعت في قضاء ما فاتك حتى يغلب على ظنك أنك أتيت بها جميعاً، ولا حرج عليك أن تصلي مع كل صلاة ما تستطيع من الفوائت، لكن اجعل ذلك بصورة راتبة -كصلاتين أو خمس أو عشر مع كل صلاة- حتى لا يختلط عليك الأمر، وحتى تستطيع أن تحكم بأنك قد فرغت من تلك الفوائت كلها؛ وبرأت ذمتك منها.
وإذا كان سفرك هذا سفراً مشروعاً، والمسافة مسافة قصر؛ وأنت لا تنوي الإقامة بها أربعة أيام صحاح؛ فلا مانع من أن تقصر الصلاة، ولا اعتبار بكون البلد هي مسقط رأسك ومحلة قومك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصر الصلاة بمكة حال سفره إليها رغم كونها بلده التي بها نشأ، وهي محل إقامة قومه، والله تعالى أعلم.