الأذان بحي على خير العمل

ما هو حكم الإسلام في زيادة : (حي على خير العمل) في الأذان وهل ثبتت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -؟ وما حكم الصلاة في المساجد التي يؤذّن بحي على خير العمل فيها؟ وهل صحيح أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - أذّن بها في إحدى الغزوات، الرجاء إيضاح ذلك بشكل واسع؛ لأنها منتشرة في بلدنا بشكل كبير، ويدّعون أنه لا شيء فيها؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد ثبتت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيان صفة الأذان، وقد علمه بلالا ، وعلمه أبا محذورة، والأحاديث في ذلك ثابتة في الصحيحين وغيرهما، وليس فيها : حي على خير العمل، وليس فيها أشهد أن علياً ولي الله، بل هاتان الجملتان من البدع المحدثة في الأذان بعد النبي - صلى الله عليه وسلم- ، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). يعني مردود، رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين. وقال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). أخرجه مسلم في الصحيح. وأخرج مسلم في الصحيح عن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في خطبة الجمعة: (أما بعد : فإن خير الكتاب كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعةٍ ضلالة). فالواجب على المؤذنين أن يدعو هذه الزيادة ؛ لأنها غير ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بل هي من البدع، والآذان الشرعي : الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. هكذا علم النبي - صلى الله عليه وسلم- بلالاً، وكان عبد الله بن زيد ابن عبد ربه قد رأى الآذان هكذا ، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يلقيه على بلال وكان بلال يؤذن بهذا بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى توفاه الله، وعلم أبا محذورة لما فتح الله عليه مكة علمه الآذان هكذا، إلا أنه زاد في حديث أبي محذورة الترجيع، وهو أن يأتي بالشهادتين بصوتٍ منخفض ثم يعيدها بصوتٍ مرتفع، وليس في آذان أبي محذورة ولا في آآذان سعد القرض الذي يؤذن في قباء، ليس في آذانهم هذه الزيادة: حي على خير العمل. ولا الزيادة الأخرى التي يزيدها بعض الناس: أشهد أن علياً ولي الله، هاتان الزيادتان بدعتان. فالواجب على المؤذنين في اليمن وغيره وفي كل مكان ترك هذه البدعة، وأن يكتفوا بالآذان الشرعي الثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذي علمه مؤذنيه - عليه الصلاة والسلام -، ونسأل الله للجميع التوفيق والهداية. وفي آذان الفجر زيادة: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، هذه ثابتة أيضاً من حديث أنسٍ وغيره في أذان الفجر الذي يؤذن به عند طلوع الفجر: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، بعد قوله حي على الفلاح ، وقبل قوله : الله أكبر، الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم مرتين في آذان الفجر الذي يؤذن به عند طلوع الفجر. أما الآذان الأول الذي يؤذن به قبل طلوع الفجر للتنبيه فهذا الأفضل ترك هذه ؛ لأن المراد به التنبيه على قرب الفجر، لكن في الآذان الذي يؤذن به عند طلوع الفجر هذا يقال فيه: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، ثم يقول: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. وقد ثبت في الصحيح عن البخاري من حديث عائشة - رضي الله عنها - ما يدل على أن قوله الصلاة خير من النوم يقال في الآذان الذي عند طلوع الفجر ويسمى الأول، ويسمى هذا الآذان الأول ؛ لأن بعده الإقامة وهي الآذان الثاني، الإقامة تسمى الآذان الثاني، وهذا الآذان الذي عند طلوع الفجر يسمى الآذان الأول. أما الأول الذي يؤتى به في آخر الليل قبل الصبح فهذا يؤتى به للتنبيه، ليعلم الناس أن الفجر قريب حتى يرجع القائم وينتبه النائم، كما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم-، قال عليه الصلاة والسلام : (إن بلال يؤذن بليل ليرجع قائمكم ، ويوقظ نائمكم) - عليه الصلاة والسلام-. المقدم: بالنسبة للآذان الثاني في يوم الجمعة يا سماحة الشيخ؟ الشيخ: الآذان الثاني يوم الجمعة هو الإقامة، والأول هو الذي يؤتى به بين يدي الإمام إذا دخل الإمام وصعد المنبر وجلس على المنبر يؤذن بالآذان الأول، كان هذا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي عهد الصديق - رضي الله عنه - وفي عهد عمر - رضي الله عنه - ، ثم لما كان عثمان وكثر الناس أمر بآذن ثالث، ويسمى الأول أيضاً حتى ينتبه الناس أن اليوم يوم الجمعة، هذا يسمى الآذان الأول في عهد عثمان، ويسمى الآذان الذي بين يدي الإمام يسمى الثاني، بعد ما حدث الآذان الذي أتى به عثمان - رضي الله عنه- لمصلحة المسلمين. ويقال للآذان الذي بين يدي الإمام إنه الأذان الأول بالنسبة إلى أنه الموجود في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم-؛ ولأن بعده الآذان الثاني وهو الإقامة. ويقال بعدما أحد عثمان الآذان الثالث يقال للآذان الذي عند المنبر الآذان الثاني بالنظر إلى الآذان الذي رائه عثمان مصلحةً للمسلمين ، ويسمى الأول، وهذا يسمى أول وهذا يسمى أول. يسمى أول أذان عثمان لأنه يؤتى به أولاً، ويسمى الآذان الذي عند المنبر أول ؛ لأنه هو الموجود في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي عهد الصديق وفي عهد عمر ، فهو أول بالنسبة إلى الإقامة ، وهو ثانٍ بالنسبة إلى الآذان الذي رائه عثمان - رضي الله عنه وأرضاه -. المقدم: إذاً لم يثبت أنَّ الرسول - عليه أفضل الصلاة والسلام - زاد في الآذان في إحدى الغزوات جملة : (حي على خير العمل)؟ الشيخ: لا، ليس له أصل، هذا محدث.