الإجابة:
ورد في هذا حديث رواه أبو داود وغيره عن أبي أمامة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: "من شفع لأخيه شفاعة فأهدى
له هدية عليها فقبلها فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا"، قال
الشارح: لأن الشفاعة الحسنة مندوب إليها، وقد تكون واجبة؛ فأخذ الهدية
عليها يضيع أجرها، كما أن الربا يضيع الحلال.
وقد أورده ابن حجر في كتابه (الكبائر) وعدَّه منها، فقال: الكبيرة
التاسعة والعشرون بعد الأربعمائة: قبول الهدية بسبب شفاعته: أخرج أبو
داود أنه صلى الله عليه وسلم قال: "من شفع
شفاعة لأحد فأهدى له هدية فقبلها فقد أتى بابًا عظيما من أبوب
الكبائر".
ومر عن ابن مسعود: إن ذلك سُحت، ونقله القرطبي عن مالك.
ثم قال ابن حجر: تنبيه: عد هذا من الكبائر هو ما صرح به بعض أئمتنا،
وفيه نظر؛ لأنه لا يوافق قواعدنا، بل مذهبنا: أن من حبس فبذل لغيره
مالا يشفع له، ويتكلم في خلاصه جاز، وكانت جعالة جائزة، فالذي يتجه؛
حمل ذلك على قبول مال في مقابلة شفاعة في محرم. انتهى.