الخروج مع أهل الدعوة

من أراد أن يتعرف على السنن وأراد أن يتعرف على المستحبات يسير مع هؤلاء فتجده قد التزم كثيراً، ما توجيهكم للشباب: هل يمشون مع هؤلاء أم يجتنبونهم؟

الإجابة

مثلما ما تقدم لهم أثر في إصلاح من يكون معهم؛ لأنهم عندهم تحمس للإسلام، ونشاط في الدعوة للإسلام والالتزام به، فلهذا نجد كثيراً ممن يصحبهم يتأثر بذلك، ويلتزم بالصلاة وغيرها، وصحبة الأخيار، لكن مثل ما تقدم عندهم نقص فيما يتعلق بالعقيدة، وبيان التوحيد وبيان الشرك وبيان البدع، فإذا تيسر من يصحبهم من أهل العلم ويكمل النقص فيأخذ ما عندهم من النشاط ويضم إلى ذلك ما يتعلق ببيان العقيدة، أو يرشدهم إلى ذلك ويشجعهم حتى يكون دعاة للعقيدة مع الأخلاق وحتى يكونوا منكرين للبدع بصيرين بها، فيجتمع الخير كله، هذا وهذا. المقدم: إذن تنصحون طلبة العلم بمرافقتهم؟ الشيخ: أهل العلم الذين عندهم البصيرة، حتى يستفيد هؤلاء وهؤلاء، يستفيد أهل البصيرة من نشاطهم وصبرهم ويستفيد إخواننا أهل جماعة التبليغ فيما يتعلق بالعقيدة الصحيحة وما يضادها. المقدم: أطمع من سماحة الشيخ أن يتفضل بنصيحة لهذه الجماعة التي تفضلتم وقلتم إن لها تأثيراً كبيراً في عالمنا الإسلامي؟ الشيخ: نعم، أنا أنصحهم وهم جماعة التبليغ أنصحهم كثيراً بأن يعنوا بالعقيدة، ببيان العقيدة الصحيحة، توحيد الله الذي هو إخلاص العبادة لله -جل وعلا-، وترك عبادة ما سواه من التعلق على الأنبياء أو الأولياء والصالحين أو غيرهم؛ لأن هذا هو الشرك الأكبر، فينبغي بل الواجب عليهم وعلى غيرهم أن يهتموا بهذا، فإن العقيدة هي الأساس وهي الأصل والباقي تبع، فالواجب عليهم أن يهتموا بالعقيدة وأن يجتهدوا في بيانها وبيان ما يضادها من الشرك الأكبر، من دعوة الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر لهم والذبح لهم ونحو ذلك، وقد وقع الناس في شرك كبير، هذا يتعلق بالحسين، وهذا يتعلق بفاطمة وهذا يتعلق بعلي -رضي الله عنه-، وهذا يتعلق بالبدوي، هذا يتعلق بفلان، وفلان، لا، هذا منكر عظيم وشرك أكبر، فدعاء الأموات سواء من الأنبياء أو غيرهم هذا شرك أكبر، كونه يدعو الحسين أو النبي -صلى الله عليه وسلم- أو فاطمة أو علي-رضي الله عنه- أو الصديق أو عمر أو البدوي أو ابن عربي أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو .. كونه يدعونه من دون الله ينذرون له، يستغيثون به، هذا من الشرك الأكبر. فالواجب الحذر من ذلك، يجب على الدعاة أن يحذروا من الشرك؛ لأنه هو أساس البلاء، الشرك هو أساس البلاء، هو أعظم الذنوب، كما أن التوحيد هو أساس الخير، وهو أعظم واجب، فهذا يفوت جماعة التبليغ العناية به، فالواجب عليهم أن يعتنوا به وعلى من شاركهم أن ينبههم، وأن يساعدهم على هذا الأمر حتى تكون الدعوة كاملة ومستوفية لما يجب من الدعوة إلى توحيد الله، والتحذير من الشرك بالله مع الدعوة إلى الصلاة والصيام والزكاة والأخلاق الفاضلة، والتحذير من المعاصي، هذا مع هذا.