نصيحة للأزواج

أنا زوجة أخشى الله دائماً، وأحس أنه يراقبني في كل وقت، ولكن ابتلاني الله بزوج لا يخشى الله في شيء، وثقت فيه كل الثقة في بداية زواجنا، ولكن اتضح لي بعد ذلك أنه لا يستحق هذه الثقة، فقد خدعني وغشني وظل يجري وراء رغباته، وهو لا يراعي مشاعري ولا أحاسيسي، وأنا أخشى على أولادي من سير أبيهم الفاسد؛ لأن الحديث يقول: (عفوا تعف نساءكم) وكلما ذكرته بغض البصر سخر من ذلك، ويسخر أيضاً إذا قلت له أن يتوب ويستقيم، سماحة الشيخ: ما حكم الدين في مثل هذا الزوج الخائن المخادع الغشاش؟ أرجو توجيه كلمة له حتى يستيقظ ضميره ويرجع عن هذه التصرفات؛ لأنه أصبح في نظري رمزاً للخيانة والغدر وعدم الوفاء والإخلاص، وليست عنده النفس اللوامة، أرجو تذكيره بأن الله يراقبه، وسوف يسأله عن وقته، وتجيب عيناه ورجلاه ويداه، سماحة الشيخ: لقد شاعت الفوضى وضاع الأمان من حياتنا الزوجية، وضاع الاستقرار والهدوء، وحل القلق والتوتر النفسي بسبب تصرفات رب الأسرة الذي كان من المفروض أن يكون رمزاً للاستقامة وتوفير الأمن والأمان، أرجو تذكير زوجي بأن الزوج يجب عليه أن لا يسهر ولا يضحك ولا يمزح إلا مع زوجته، ولا ينظر إلا لزوجته مادامت مستقيمة وعلى خلق كريم، إن تصرفاته هذه جعلتني أحس بأنني أتعس زوجة، فكيف يكون المستقبل مع مثله إن لم يتب عن ذلك، وأنا أتمنى من الله أن تكون هداية زوجي على يد برنامجكم، جعله الله نوراً للجميع، وأخيراً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، التوقيع: زوجة؟

الإجابة

هذا السؤال وهذا الخبر فيه إجمال وعدم تفصيل، ونصيحتي للزوج أن يتق الله - عز وجل - في زوجته، وأن يقوم بحقها، وأن يعتني بها كما أمر الله، وأن يحذر ما حرم الله عليه من الزنا، أو وسائل الزنا، والنظر إلى النساء، الله جل وعلا يقول: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [(30) سورة النور]. وهو إن كان مؤمناً مأمور بهذا: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى فوصيتي لهذا الزوج أن يتقي الله في هذه الزوجة وأن ترعى حقوقها وأن تحسن إليها، وأن ترفق بها، وأن تحذر ما حرم الله عليك من سائر المعاصي من الزنا، ومن وسائل الزنا، وغير هذا مما حرم الله -عز وجل-. أما ما يتعلق بالضحك والمزح ونحو ذلك فهذا ليس خاصاً بالزوجة، ومطالبته بأن لا يضحك إلا معك ولا يمزح إلا معك فهذا عدوان منك لا وجه له، فلا بأس أن يضحك مع أولاده، ومع أمه، ومع أخواته، ومع أصدقائه، ولا بأس أن يمزح معهم بالحق من غير إكثار يجره إلى باطل، هذا ليس لك التحجر عليه فيه، وإنما يحرم عليه أن يضر بك، أو يمنع شيئاً من حقك، أما الأمور الأخرى التي أباحها الله له فليس لك أن تتحجري عليه فيها، لا في زيارة أحبابه وإخوانه الطيبين، ولا في الضحك مع بعض أهله وأصدقائه، ولا في المزح مع من شاء مزحاً ليس ما فيه ما حرم الله، بل مزحا بحق. المقصود أن عليك - أيها الأخت في الله - عليك بالإنصاف، فاطلبي حقك فقط، ولا تطلبي ما ليس لك، وعليك بالرفق، والأسلوب الحسن، والصبر الجميل حتى يهديه الله، وحتى يقوم بالواجب ما دام مسلماً يصلي، ويخاف الله - عز وجل -، لكنه قد يقصر في حقك، فعليك أن تسألي حقك بالرفق، والأسلوب الحسن، والكلام الطيب، والواجب عليه هو أن يتقي الله فيك، وأن ينصفك بك، وأن يعطيك حقوقك، هذا هو الواجب عليه، كما أنه يجب عليه وعلى غيره من جميع المسلمين والمسلمات الحذر مما حرم الله، والبعد عن معاصي الله، والوقوف عند حدود الله، فإن في ذلك السعادة في الدنيا والآخرة، وفي انتهاك المعاصي الخطر العظيم، والعاقبة الوخيمة إلا لمن منَّ الله عليهم بالتوبة، رزق الله الجميع التوفيق والهداية، والله أعلم. إذا كانت صاحبة الرسالة - سماحة الشيخ - من مجتمع مختلط، وقد لاحظت أن زوجها لا يتورع من الضحك والمزاح مع الأجنبيات، فهل لكم من كلمة؟ هذا دخل في الكلام فإن مزاحه مع أجنبية وضحكه إذا كان وسيلة إلى الفاحشة أو مع سفورها أو مع خلوة بها كل هذا لا يجوز، أما ضحك مع جارته أو بنت عمه، والضحك الذي ليس فيه ريبه، أو المزح الذي ليس فيه ريبه فهذا لا بأس به، وإن كانت بنت عم، وإن كانت من الجيران، وإن كانت من غيرهم إذا كان ذلك لا ريبة فيه، ولا يؤدي إلى محرم.