من ترك الصلاة لمدة، ثم تاب إلى الله من ذلك،فماذا يفعل؟

لي صديقة في سن المراهقة كانت تصوم ولا تصلي، وقبل مدة تابت إلى الله ورجعت إلى الصواب، ولكن ضميرها يؤنبها ويعذبها على ما بدر منها من ترك للصلاة كسلاً وتساهلاً وجهلاً بالدين، ووالداها لا يعرفان ذلك، أما هي لا تعرف ماذا تفعل! هل تصلي الصلوات التي تركتها؟ أم ت

الإجابة

من نعم الله عليها أن منَّ عليها بالتوبة ورزقها الندم على ما مضى، والحمد لله على ذلك، فعليها أن تستمر في الخير، وأن تلزم طاعة الله ورسوله، وأن تحافظ على الصلاة في وقتها، وأن تستكثر من الخير من صلاة النافلة، من الصدقة، من الدعاء، من الذكر، وهكذا جميع أنواع الخير، ويكفيها ذلك، والحمد لله، وليس عليها قضاء الصلاة؛ لأن التوبة تهدم ما كان قبلها كما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التوبة تَجبُّ ما كان قبلها) وقال عليه الصلاة والسلام: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) فلتطمئن ولتحمد الله على ما هداها له من التوبة ولتعلم أنه لا شيء عليها عما مضى، بل التوبة تمحو ذلك مع الصدقة والنصح في التوبة، والتوبة الصادقة تشمل أموراً ثلاثة: الندم على الماضي من الذنب، والإقلاع منه وتركه، والعزيمة الصادقة أن لا يعود المذنب في ذلك، سواء كان رجلاً أو امرأةً، فهذه الأمور الثلاثة لا بد منها في التوبة: ندم على الماضي، وإقلاع من الذنب، وعزم صادق أن لا يعود في ذلك، وهناك شرط رابع إذا كانت الجريمة والذنب يتعلق بالغير فمن تمام التوبة أن يعطي الحق لصحابه، وأن يرد عليه حقه أو يستحله من ذلك، كما لو كان الذنب خيانة في مال، أو سرقة أو نحو ذلك، فإن من شرط التوبة وتمامها أن يرد المال إلى صاحبه، أو يستحله من ذلك، يقول الله سبحانه: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى، ويقول سبحانه لما ذكر الشرك والقتل والزنا في آية الفرقان، في قوله سبحانه: والذين لا يدعون مع الله إلهاً ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون، ومن يفعل ذلك يلق آثاماً، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً، ثم قال بعد هذا: إلا من تاب، وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً، فذكر سبحانه أن من تاب من الشرك أو القتل أو الزنا بدل الله سيئاته حسنات هذه من نعم الله العظيمة ومننه الكبيرة فعلى التائب أن يحمد ربه ويصدق في التوبة وأن يلزمها حتى يلقى ربه.