حث أئمة المساجد في نصح إخوانهم من المسلمين

السؤال: نرجو من فضيلتكم أن تحثوا أئمة المساجد ومن له مسئولية في هذا الأمر بأن يجتهدوا وينصحوا إخوانهم، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏سورة الذاريات‏:‏ آية 55‏]‏، لأننا نلاحظ في بعضهم نوعًا من التقصير حتى في الصلاة وغير ذلك.

الإجابة

الإجابة: لا شك أن أئمة المساجد عليهم مسئولية يجب عليهم القيام بها؛ لأن الإمام مؤتمن، فيجب عليه‏:‏
أولاً‏:‏ أن يحافظ على الصلاة بالجماعة، ولا يتخلف عن جماعته، ولا يتأخر عنهم ويشق عليهم، وإذا رأى أنه لا يمكن من الحضور فإنه ينوب عنه من يقوم بالواجب‏.‏
ثانيًا‏:‏ يجب عليه أن يتخولهم بالموعظة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخول أصحابه بالموعظة من حين لآخر، وخصوصًا عندما تحصل مناسبة أو تنبيه على خطأ‏.‏
ثالثًا‏:‏ على الإمام أيضًا أن يتفقد المتخلفين عن الصلاة ويعظهم ويذكرهم، وإذا استدعى الأمر أن يبلغ عنهم ولاة الأمور للأخذ على أيديهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يتفقد أصحابه وحضورهم للصلاة، وكان ينهى عن التأخر ويقول‏:‏ ‏"‏تقدموا فأتموا بي، وليأتم بكم من خلفكم، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله‏" ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه" من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‏]‏‏.‏
وكان صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجالاً معهم حزم من حطب، ثم أخالف على قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار‏"‏ ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏‏ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‏]‏، فهذا دليل على أنه واجب على الإمام أن يتفقد المصلين معه، وأن يعاتب المتأخرين، وأن يقوم بالواجب نحوهم من باب النصيحة، أما أنه يترك المتخلفين ويترك الناس، فهذا يكون نقصًا في المسئولية‏.‏