الصلاة على النبي بعد الأذان جهراً في الميكرفون

في بلدتنا وجميع القرى المجاورة لنا يقوم المؤذنون بعد الانتهاء من الأذان الشرعي بزيادة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- جهراً في الميكروفون، بقولهم: (الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله، الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله) ونحو ذلك كذا مرة، يختمون

الإجابة

الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الأذان سنة مؤكدة من المؤذن والسامعين، لكن ليست مع الأذان, مع صوت الأذان بل يجيب المؤذن ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير أن تكون على هيئة الأذان, بل يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة سرية عادية ليس فيها جهر يسمعها من حوله، لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (إذا سمعتم المؤذن يؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي واحدةً صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل ليس الوسيلة حلت له الشفاعة). وفي الحديث الآخر يقول -عليه الصلاة والسلام-: (من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد), فالمؤمن يقول هذا كما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يقول: (اللهم رب هذه الدعوة... إلى آخره) فإذا قال هذا حلت له شفاعة النبي يوم القيامة، ولكن لا يجهر بها مع الأذان بل يأتي سراً كلمات عادية يسمعها من حوله, أما الجهر بها مع الأذان سواءٌ كان بالميكروفون أو بغير الميكرفون فهو بدعة ما فعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه, ما كان بلال يفعلها ولا ابن أم مكتوم، ولا أبو محذورة, ولا غيرهم من المؤذنين عند النبي -صلى الله عليه وسلم- بل هي بدعة، وكونه يجهر بها مع الأذان بالمكبر أو في غير المكبر يجهر بها مع قول لا إله إلا الله هذا بدعة محدثة وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) فالواجب على المؤمن أن يتقي الله وأن لا يحدث في عبادته ما لم يأذن به الله، الله ذم قوماً وقال: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ (21) سورة الشورى. نسأل الله للجميع التوفيق والهداية. جزاكم الله خيراً.