الحج لا يكون إلا عن واحد

(إنما الإعمال بالنيات) والله أعلم، وسؤالي هو: هل يجوز للمسلم أن يؤدي فريضة الحج بنيتين كأن يحج حجة بنية أنها عن نفسه وعن أحد والديه؟ أفادكم الله.

الإجابة

هذا يختلف: الحج لا يكون إلا عن واحد، فإذا نواه عن نفسه فهو لنفسه وإن نواه عن أبيه فهو لأبيه ويؤجر على بره بأبيه، وهكذا العمرة، فإذا اعتمر عن أبيه الميت أو عن أمه الميتة أو العاجزين لكبر سنهما فله أجر في ذلك لأنه قد بر بهما في هذا العمل، وهو يؤجر على هذا، لكن ما تكون الحجة على اثنين، الحجة لواحد والعمرة لواحد، فإن كان نواها عنه فهي له، وإن كان نواها عن أبيه فهي لأبيه، نواها عن أمه فهي لأمه، فإن نواها عنهما جميعاً عنه وعن أبيه صارت عنه فقط، لا تكون عن اثنين، فينبغي لمن أراد أن يبر أباه أن تكون الحجة له وحده، وهكذا أمه يحج عنها وحدها وهو يؤجر عن بره بهما وإحسانه إليهما. أما بعض الأعمال فيمكن أن تتنوع فيها النية، مثل صام يوم الخميس لفضل يوم الخميس ولأنه يرى في ذلك نشاطاً له على بعض الأعمال وقوة له على بعض الأعمال ولأسباب أخرى فلا بأس، لو صام يوم الخميس لفضله ولأنه يتقوى به على عمل أو لأنه يرتاح فيه ويرى فيه نشاطاً ومصلحة أخرى وفعله لهذا ولهذا فلا بأس، وهكذا لو صلى يتهجد بالليل لأنه يحب أن يتعبد في الليل ولأنه يرى أن في ذلك صحة لبدنه وهضماً لطعامه ونحو ذلك جمع الله له الخير، لكن ليس مثل من صلى لله قصداً فقط، ذاك يكون أكمل.