كيف يكون إنكار المنكر

إذا رأت من أقاربها أحداً يرتكب بعض المنكرات، كيف يكون موقفها؟

الإجابة

عليها أن تنكر المنكر بالأسلوب الحسن والكلام الطيب والرفق والعطف على صاحب المنكر؛ لأنه قد يكون جاهلاً قد يكون شرس الأخلاق عند الإنكار عليه بشدة يزداد شره، فعليها أن تنكر المنكر على أختها في الله، وعلى أخيها في الله لكن بالأسلوب الحسن والكلام الطيب وذكر الدليل، قال الله وقال رسوله مع الدعاء له بالتوفيق والهداية هكذا يكون عندها وعند الرجل من الحكمة والبصيرة والتحمل ما يجعل الذي ينكر عليه يتقبل ما ينفر ولا يعاند، يجتهد الداعي ويجتهد المنْكِر، يجتهد في استعمال الألفاظ التي يرجى من ورائها قبول الحق. إذا كان المنكر الذي تراه هذه الأخت هو الاختلاط وعدم الحجاب كيف تنصحونها سماحة الشيخ؟ تنصحهم تقول لأختها في الله الواجب عليكِ كذا، عدم الاختلاط الواجب عليك عدم السفور، التحجب عن الرجال الذين ليسوا محارم قال الله تعالى: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) وقال الله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن) الآية، وهكذا تخاطبهم بالآيات والنصوص (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) يا أختي في الله، الأمر عظيم، فإن السفور يترتب عليه كذا وكذا، والاختلاط للرجال يترتب عليه كذا وكذا، فالواجب علينا جميعاً أن نحذر ما حرم الله، وأن نتعاون على البر والتقوى، وأن نتواصى بالحق ونتناصح، وهكذا بالعبارات التي تكون حسنة. مقاطعة مرتكب الخطيئة -شيخ عبد العزيز- ما موقف الداعية منها، ولا سيما إذا كان من الأقارب؟ هذا فيه تفصيل مقاطعة صاحب المنكر وهجره فيه تفصيل، يشرع هجره ومقاطعته إذا أعلن المنكر وأصر ولم ينفع فيه النصح، شرع لقريبه أو جاره أو غيرهم هجره وعدم إجابة دعوته وعدم السلام عليه حتى يتوب إلى الله من هذا المنكر، هكذا فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة لما تخلف كعب بن مالك الأنصاري وصاحباه عن غزوة تبوك بغير عذر شرعي أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن لا يكلموا ويهجروا، فهجروا جميعاً وتركوا جميعاً لا يسلم عليهم ولا يدعون إلى وليمة ولا يرد عليهم السلام إذا سلموا حتى تابوا فتاب الله عليهم، أما إن كان هجر الشخص قد يترتب عليه ما هو أنكر لأنه له شأن في الدولة أو له شأن في القبيلة، يترك هجره ويعامل بالتي هي أحسن ويرفق به حتى لا يترتب على هجره ما هو أشر من فعله، وما هو أقبح من عمله، والدليل على هذا أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يعامل عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين لم يعامله مثل ما عامل الثلاثة بل تلطف به ولم يهجره ولم يزل يرفق به؛ لأنه رئيس قومه، ويخشى من قتله أو من سجنه أو هجره فتنة للجماعة في المدينة، فلهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفق به حتى مات على نفاقه نسأل الله العافية. وهنا مواضع أخرى جرت له صلى الله عليه وسلم مع الناس لم يهجرهم بل رفق بهم عليه الصلاة والسلام حتى هداهم الله. إذاً الرفق هو ما يدعو إليه الشيخ عبد العزيز؟ نعم، يهجر إذا كان الهجر أصلح، ويترك الهجر إذا كان الترك أصلح، مع إنكار المنكر ومع إظهار كراهة المنكر، وأن صاحبه ليس صديقاً، ولا صاحباً ولكن من أجل كذا وكذا ترك هجره، ولكن بالكلام الطيب والحكمة والإنكار السري، والوصية عليه من خواصه لعله يستجيب إلى غير هذا من وجوه النصيحة ووجوه الإنكار الرافق. بارك الله فيكم في الختام....