النذر قبل البلوغ

عندما كان عمري أربعة عشر عاماً مرضت أمي مرضاً شديداً، وخفت كثيراً عليها، فنذرت نذراً لله إن شفيت أمي سوف أصوم شهر شعبان كلما حل، أرجو إفادتي عن الأمر التالي، أنا الآن لا أذكر هل بلغت أم لم أبلغ في ذلك الوقت، وبعد مضي فترة من مرض أمي شفيت بإذن الله تعالى،

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فقد ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه نهى عن النذر وقال (إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل). وفي لفظ آخر يقول -صلى الله عليه وسلم- : (لا تنذروا فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئاً, وإنما يستخرج به من البخيل). فأوصيك أيتها الأخت في الله في عدم النذر في المستقبل. وإذا وقع منه هذا من مرض الوالدة أو غير الوالدة فالحمد لله، المشروع الدعاء لها بالشفاء والعافية, والعلاج الشرعي لا بأس. أما هذا النذر فإن كنت لا تعلمين أنك قد بلغت فليس عليك وفاء، لا يلزمك الوفاء، أما إذا كنت تعلمين أنك قد بلغت بإكمال خمسة عشر سنة أو بالاحتلام بإنزال المني في النوم أو في اليقظة عن شهوة, أو بإنبات الشعر حول الفرج من الشعرة, أو بالحيض إذا كنت قد وجد منك واحدة فأنت بالغة عليك أن تصومي شعبان كل سنة، كما نذرت؛ لأن النبي –عليه الصلاة والسلام- قال: (من نذر أن يطيع الله فليطعه). هكذا صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من نذر أن يطيع الله فليطعه, ومن نذر أن يعصيَ الله فلا يعصه) ولا تتعودي، لا ترجعي إلى مثل هذا في المستقبل. لا تنذري أبداً. بارك الله فيك.