هل على الناسي عقوبة

هل نسيان الشخص للسؤال عن تحريم الشيء يعفيه من العقوبة؟

الإجابة

النسيان ليس باختياره، والله يقول: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [(286) سورة البقرة]. قال الله: قد فعلت - سبحانه وتعالى - ، كما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم-. إذا نسي أن يسأل عن شيءٍ وقع منه فالنسيان عذر شرعي، ولكن ينبغي له أن يجتهد في محاسبة نفسه، والنظر في أعماله حتى يسأله عما أشكل عليه، وحتى يتوب من سيئاته، وحتى يؤدي ما أوجب الله عليه، ولا يتساهل. المؤمن يجب أن يحذر ويجب أن يعتني ويجب أن يراقب ربه، والله يقول - سبحانه وتعالى -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ [(18) سورة الحشر]. ويقول - سبحانه وتعالى -: وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ [(6) سورة العنكبوت]. ويقول - سبحانه وتعالى -: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [(69) سورة العنكبوت]. والله يقول - سبحانه وتعالى -: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [(16) سورة التغابن]. فالواجب عليه أن يراقب الله، وأن يجاهد نفسه ويحاسبها قبل أن ينزل به الأجل حتى يعرف ما له وما عليه، حتى يعرف أخطاءه وزلاته فيتوب إلى الله منها، وحتى يعرف تقصيره فيتدارك هذا التقصير، ليس له التغافل والتساهل، بل يجب أن يعتني بأمور دينه غاية العناية، وأن يحاسب نفسه في أيامه ولياليه حتى يعلم أنه أدى ما أوجب الله عليه، وحتى يعلم أنه ترك ما حرم الله عليه، وحتى يبادر التوبة مما قد سلف منه من السيئات والخطايا.