نصلي صلاة الفجر في المسجد قبل موعدها!!

السؤال: أواظب على صلاة الصبح في المسجد، لكنها تقام قبل تبين الخيط الأبيض من الأسود -أي بعد رغيبة الفجر مباشرة- أفيدونا يرحمكم الله.

الإجابة

الإجابة: الحمد لله رب العالمين رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم مواقيت الصلاة بياناً شافياً لا لبس فيه في أحاديثَ بلغت حد التواتر، ومنها وقت صلاة الفجر، فقد روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".... ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس"، ومنها حديث جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمّه جبريل عند البيت مرتين، قال: "فجاءه جبريل حين برق الفجر" أو قال: "سطع الفجر" (رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني)، وفي رواية: "ثم أسفر في الفجر حتى لا أرى في السماء نجماً".

والمقصود بطلوع الفجر هو ظهور الفجر الصادق المعترض بالأفق والذي لا يعقبه ظلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل هكذا حتى يستطير هكذا" [يعني معترضاً] (رواه مسلم عن سمرة، ورواه أحمد والترمذي بلفظ: "ولكن الفجر المستطير في الأفق").

. قال ابن رشد: "واتفقوا أن أول وقت الصبح طلوع الفجر الصادق وآخره طلوع الشمس إلا ما روي عن ابن القاسم وعن بعض الشافعية أن آخره الإسفار" انتهى.

. قال ابن قدامة في المغني: "وقت الصبح يدخل بطلوع الفجر إجماعاً ... وهو البياض المستطير المنتشر في الأفق ويسمى الفجر الصادق ... فأما الفجر الأول فهو البياض المستدق صعداً من غير اعتراض فلا يتعلق به حكم ويسمى الفجر الكاذب" انتهى.

* مما تقدم يعلم أن صحة صلاة الفجر لا تتم إلا بدخول الفجر الصادق، ومن صلى ولم يتحقق دخول الوقت أو يغلب ذلك على ظنه فلا تجوز صلاته ولا تجزئه، ولا يصح الاقتداء به لا في فريضة ولا في نافلة.

. ويمكن الاعتماد على التقاويم الموجودة بين أيدي الناس عندكم إن كانت موافقة للواقع، وإلا فالعبرة بالرؤية، ولكن الرؤية اليوم لا تتاح لجميع الناس فمن أمكنه أن يرى طلوع الفجر عياناً أو يثبت عنده بشهادة ثقة لزمه ذلك، وإن لم يمكنه فإنه يعمل بالآذان والتقاويم ويتحرى الصواب قدر استطاعته، قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]، وقال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة:286]، كما يمكنك الرجوع لعلماء بلدك فإنهم أعلم بصحة المواقيت عندكم.



من فتاوى زوّار موقع طريق الإسلام.