حكم تبادل الهدايا في الأعياد غير الشرعية

ما حكم الهدايا -أيضاً السؤال لأختنا من ليبيا- ما حكم الهدايا التي تقدم للمعلمين والمعلمات من تلاميذهم وتلميذاتهم في اليوم الذي يسمونه عيد المعلِّم؟

الإجابة

لا أعلم لهذا أصلاً، وإذا كان لا يخشى منه مضرة إذا كان من باب المعروف والإحسان ولا يخشى منه أن يكون لا يخشى من هذه الهدايا أن تكون رشوة لتنجيح هذا وإسقاط هذا فلا حرج، أما إذا كان يخشى أن تكون رشوة وأن يستعين بها المعلِّم على تنجيح فلان وإسقاط فلان لأن هذا أهدى وهذا لم يهدِ فإنها تكون حينئذ محرمة؛ لأن الرشوة لا تجوز. فالحاصل أن هذه الهدايا فيها مجال وفيها خطر، فإذا كانت تفعل على وجه لا يكون فيه رشوة ولا يكون فيه خطر على حيف الأستاذ وظلمه لبعض الطلبة فأرجو أن لا يكون فيها بأس إن شاء الله. - تعليقكم على هذا اليوم -سماحة الشيخ- عيد المعلم!؟ ج/ لا أعلم له أصلاً، هذا اليوم ما أعلم له أصلاً، ولا يجوز أن يتخذ أعياد غير العيدين: عيد النحر وعيد الفطر، هذه أعياد المسلمين وأيام منى وعرفة، فهذا عيد معروف للعبادة بأداء مناسك الحج، ويوم الجمعة عيد الأسبوع يصلى فيه. أما اتخاذ عيد يجتمعون فيه ويدور بالسنة أو يدور بالشهر يجتمعون فيه لإكرام المعلم أو لعيد الأم أو عيد الأب أو عيد مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- أو عيد مولد البدوي أو عيد مولد فلان وفلان كل هذه أعياد لا أساس لها، كلها مبتدعة بعد القرون المفضلة، وقد نص العلماء على ذلك، كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) ومثل الشاطبي رحمه الله في (الاعتصام) وآخرون نصوا على أن هذه الأعياد لا أساس لها بل هي من البدع، والواجب على المؤمنين التأسي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، والسير على منهاجه -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنهم وأرضاهم- ولم يفعل - صلى الله عليه وسلم- عيداً لنفسه ولم يأمر بذلك، ولم يفعله الصحابة وهم أفقه الناس وأعلم الناس بحقه -صلى الله عليه وسلم-، وهم أحب الناس له عليه الصلاة والسلام وهو أحبهم إليهم وهم خيرٌ منا وأفضل منا ومن بعدهم فلو كان خيراً لسبقونا إليه، وأما فعل الناس في كثير من الأمصار واعتياد الناس لهذه الأشياء فليس بعبرة ولا يحتج به، أفعال الناس ليست حجة ولو كثر الناس الفاعلون للبدعة، يقول الله عز وجل: ..فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ.. (59) سورة النساء، ويقول سبحانه وتعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ.. (10) سورة الشورى، ويقول جل وعلا: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ.. (100) سورة التوبة، فالتابع بإحسان هو الذي لم يزد ولم يبتدع، هذا هو التابع بإحسان. فالحاصل أن القرون المفضلة القرن الأول والثاني والثالث لم يبتدعوا مولداً للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولا لغيره، فالصحابة ما فعلوه مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا فعلوه مع الصديق ولا مع عمر ولا مع عثمان ولا مع علي ولا مع غيرهم، وهكذا التابعون وأتباع التابعين. فمَن الناس بعد ذلك؟!! فالواجب إتباع هؤلاء والسير على منهاجهم، وكون الإنسان يعتاد عادة فيحسب أنها خير إذا عرف الحق وجب عليه ترك العادة التي تخالف الشرع. فهذه نصيحتي لجميع المسلمين في كل مكان أن يتركوا الأعياد التي أحدثها الناس ولو كانت لسيد الخلق وأفضلهم محمد -صلى الله عليه وسلم- فإن الخير كله في إتباعه والسير على منهاجه وعلى منهاج أصحابه -رضي الله عنهم وأرضاهم-. وليس في الابتداع إلا الشر والبلاء؛ ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (من أحدث في أمرنا هذا -يعني الإسلام- ما ليس منه فهو رد) يعني فهو مردود، خرَّجه البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث عائشة - رضي الله عنها -، وخرَّجه مسلم بلفظ: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وعلَّقه البخاري بهذا اللفظ جازماً به رحمة الله عليه في آخر كتابه. وكان عليه الصلاة والسلام في خطبة الجمعة يقول: (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة) خرَّجه مسلم رحمه الله، وخرَّجه النسائي رحمه الله بإسناد صحيح وزاد: (وكل ضلالة في النار) وهكذا روى جماعة من أهل السنن عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. والواجب على العلماء وعلى ولاة الأمور بذل المستطاع في إظهار السنة وفي القضاء على أنواع البدع؛ وذلك بتعليم الناس وتوجيههم وإرشادهم ومنعهم من إقامة البدع التي لا أساس لها في الشرع هذا هو الواجب على المسلمين ولاسيما العلماء والأمراء؛ لأنهم القدوة، فهم صنفان: متى صلحا صلح الناس ومتى فسدا فسد الناس، فنسأل الله أن يصلح أمراء المسلمين.....