هذا فيه تفصيل، إذا أمكنك العمل في المحل الذي فيه والدتك، وأن تجبر خاطرها وترضيها فهذا أولى؛ لأن مراعاة خاطرها من أهم المهمات ومن أفضل القربات، أما إذا كنت مضطراً للسفر لطلب الرزق وليس في بلدك سبب يعينك على حاجتك، ويسبب غناك عن السفر فأنت معذور في هذا، الله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (16) سورة التغابن. وإذا كان لا يضرك بقاء الزوجة عند أمك فأبقها عند أمك جبراً لها وإيناساً لها، أما إذا كان عليك خطر، تخشى على نفسك، فإنك تسافر بزوجتك وتطلب من الوالدة السماح ومتى سمحت فالحمد لله، فإن لم تسمح فهذا محل نظر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الطاعة في المعروف) وأنت قد يكون عليك ضرر كبير في بقائك بدون زوجة، في بلاد الغربة فالأقرب، والله أعلم فأنه يجوز لك السفر بها وإن لم ترض الوالدة من اجل الضرورة و شدة الحاجة إليها معك، حرصاً على عفتك وسلامتك وسلامتها أيضاً، ولكن متى أمكن أن تستسمح الوالدة وتجتهد في راضاها عنك فهو أولى وأكمل، يسر الله أمرك، وقضى حاجتك.