الإجابة:
بتاريخ : 19-02-2004
صدق من قال أن ما تحمله الأيام القادمة من الفتن أكبر بكثير مما نراه
، كما في الحديث « لايأتي زمان إلا والذي بعده شر منه
» ، ألا ترون أنه إذا وقعت
تفجيرات في مكان ما ، فيما مضى ، يحدث ذلك أهوالا في الناس ، حتى
يشغلهم الخوف و الوسواس ، ويضربون الأخماس في الأسداس ، ثم صارت خبرا
عاديا ، ، ويبدو أن ما سيأتي سوف ينسينا من هوله ما مضى كله ، ذلك أن
الكفار لايحلون بلاد الإسلام إلا وتظهر فيها الفتن والبلايا ، وذهاب
الأمن وظهور الرزايا ، وبروز البدع والمنكرات ، وانتشار الفواحش
والظلمات . وقد حل الكفار الصليبيون كما ترى في الخليج والعراق وملئوا
الجو والبحر والأرض طباق فوقها طباق ، وتحكموا في البلاد والعباد ،
وأظهروا عزمهم على تغيير الدين ، وافساد المسلمين ، فما ظنك بعد هذا
كله ، هل يبقى الناس في أمان ، أم يزيد الصلاح والإيمان !! ولكن نسأل
الله تعالى أن يلطف بعباده المؤمنين ، ويفرغ عليهم صبرا ، وينزل عليهم
مددا ، ويهيء للصالحين المصلحين من أمرهم رشدا ، ويجعل عاقبة هذه
الفتنة خيرا، والدين مستقيما ممهدا .
-------
هذا ولاريب أنه مادامت بلاد الإسلام محتلة ، وأرضهم منتهكة ، وكرامتهم
مهدوره ، ودماءهم رخيصة ، وقوانين الكفرة وثقافتهم ظاهرة منشورة ،
ومادامت جيوشهم في بلادنا تسرح ، وفي كل مكان تمرح ، فنحن أمام فترة
عصيبة يتضعضع فيها الأمن ، ويضيق الرزق ، ويتشتت الأمر ، وتظهر
الخلافات ، وتختلف القلوب ، فالكفر إنما هو جيش الشيطان ، أينما حل
حلت معه الشرور كلها نسأل الله تعالى أن يحفظنا والمسلمين من كل سوء .
---------- غير أنه من الواضح انقسام الناس إلى طائفة تتطهر من أدران
موالاة الكافرين ، ومداهنة الظالمين المجرمين ، فتزيدها المحن نقاء
وطهرا ، وجهاد الكافرين ثباتا وصبرا ، وطائفة تساقطت في أحضان الأعداء
، مظاهرين لهم ، أو راضين فرحين ، أو مداهنين ، أو عن الصدع بالحق
صامتين ، فنسأل الله تعالى أن يختارنا في جنوده ، ويمن علينا بهباته
التي من بها على السابقين ، فثبتهم بها على رضاه إلى أن نلقاه .
------- وأما المخرج فهو بالتقوى في السر والعلن ، فهي العروة الوثقى
، من تمسك بها نجى ، ومن أخذ بها اهتدى ، ثم الإكثار من الأعمال
الصالحة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها بين يدي الفتن كما
قال « بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ،
يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع دينه
بعرض من الدنيا » .
----- ومن الواجب علينا أن ندعو لأهل الجهاد ، إن عجزنا عن نصرهم ،
فهم الطائفة المنصورة ، والعصبة الظافرة المبرورة ، وهم أوتاد الدين ،
وخلاصة الموحدين ، وأنصار المسلمين ، وأن نتبرأ من أعداء الدين من
اليهود والصليبين ، ونضرب نحورهم ، ونرد كفرهم وشرورهم ، ونقطع دابرهم
وغرورهم والله المستعان وعليه التكلان حسبنا الله ونعم الوكيل نعم
المولى ونعم النصير .