هذه الآية ذكر علماء التفسير أنها نزلت فيمن جلس بين أظهر المشركين، ولم يهاجر من دون عذر، فإنه قد ارتكب إثماً عظيماً بإجماع المسلمين ، كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير - رحمه الله - وغيره ، فالملائكة تقول لهم: أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا [(97) سورة النساء]. يعني لماذا لم تهاجروا تتركوا بلاد الشرك ، وهذه البلاد التي لا يظهر فيها الإنسان دينه ، ولا يستطيع أن يظهر دينه ، فهذا لا يجوز له الإقامة بينهم ، بل يجب عليه أن يهاجر إلا إذا كان عاجزاً لكونه لا يهتدي السبيل وليس عنده نفقة لمن يدله على الطريق، فهذا معذور، لقوله سبحانه: إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً لا يستطيعون حيلة لعدم النفقة ، ولا يهتدون السبيل لعدم دلالة الطريق لو خرجوا : فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا فهؤلاء هم الذين جلسوا في بلاد الشرك، ولم يهاجروا مع القدرة ، فالله توعدهم بجهنم - نسأل الله العافية -.