حكم الاجتماع قبل صلاة الجمعة للصلاة على النبي بصوت جماعي والاستغاثة به وبأولياء الله

لدينا عادات وتقاليد مخالفة لشريعتنا الإسلامية الغراء، ومن هذه العادات ما يلي: يجتمع الناس يوم الجمعة قبل صلاة الجمعة فيصلون على النبي صلى الله عليه وسلم بصوت مرتفع وجماعي، ثم إنهم يستغيثون بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأولياء الله الصالحين، بهذه الألفاظ: شيء لله يا رسول الله! شيء لله يا أولياء الله الصالحين! شيء لله يا رجال الله المؤمنين! غيثونا، أعينونا، مدونا بالرعاية، وكأمثال هذه الألفاظ، ويرجو التوجيه جزاكم الله خيراً؟

الإجابة

أما الاجتماع على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بصوت جماعي أو بصوت مرتفع فهذا بدعة، والمشروع للمسلمين أن يصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم من دون رفع الصوت المستغرب المستنكر، ومن دون أن يكون ذلك جماعياً، كل واحد يصلي بينه وبين نفسه، يقول: اللهم صل على رسول الله، اللهم صل وسلم على رسول الله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، يصلي بينه وبين نفسه، يوم الجمعة يشرع فيها الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه أمر بهذا عليه الصلاة والسلام، قال: (إن خير أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيها، فإن صلاتكم تعرض علي)، قيل: يا رسول الله تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت؟ يعني بليت، قال: (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)، فالمقصود أنه صلى الله عليه وسلم شرع لنا أن نكثر من الصلاة عليه والسلام في يوم الجمعة، فيشرع لنا أن نكثر من ذلك في المسجد وفي غيره، لكن كل واحد يصلي بينه وبين نفسه، الصلوات المشروعة المعروفة، من دون أن يكون ذلك بصوت مرتفع يشوش على من حوله، أو بصوت جماعي، يتكلم الجماعة جميعاً، كل هذا بدعة، ولكن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين نفسه، في مسجده وفي طريقه وفي بيته وفي كل مكان، وهكذا بقية في بقية الأوقات تشرع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى في غير الجمعة، في بقية الأوقات، الله يقول سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) سورة الأحزاب، اللهم صل وسلم عليه صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم الدين، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً)، فأنا وأنت والآخر والآخر كل منا مشروع له أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، للرجال والنساء جميعاً لكن بالطريقة التي درج عليها المسلمون، درج عليها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، كل واحد يصلي على النبي بينه وبين نفسه، من غير حاجة إلى أن يرفع صوته حتى يشغل من حوله، ومن غير حاجة أن يكون معه جماعة بصوت جماعي، لا. أما الاستغاثة بالأنبياء، أو بأهل الخير أو بالأولياء فهذا من الشرك الأكبر، هذا أعظم وأطم لا يجوز هذا، لا يقول: يا رجال الغيث أشيء لله، أو يا أولياء الله أشيء لله، أو يا رسول الله شيء لله، أو أغيثونا، أو أعيذونا أو انصرونا كل هذا منكر، وشرك أكبر بالله عز وجل، يقول الله سبحانه في كتابه العظيم: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) سورة المؤمنون، سماه كفر، ويقول الله عز وجل: ..ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ*إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ.. (13-14) سورة فاطر، سماه الله شركاً، فالواجب الحذر من هذا، والله يقول سبحانه: ..فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) سورة الجن، ويقول جل وعلا: ..ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ.. (60) سورة غافر، فالله هو الذي يدعى سبحانه وتعالى، هو الذي يسأل هو الذي يكشف الضر، هو الذي يجلب النفع، سبحانه وتعالى، فتقول: يا رب اشفني، يا رب أعني، يا رب اهدني سواء السبيل، يا رب أصلح قلبي وعملي، يا رب توفني مسلماً، تدعو ربك، وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ.. (60) سورة غافر، ويقول سبحانه: ..وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ.. (32) سورة النساء، ويقول جل وعلا: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ.. (186) سورة البقرة، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة)، فالواجب على المسلمين رجالاً ونساء الإكثار من الدعاء، والحرص على الدعاء، دعاء الله جل وعلا والضراعة إليه، في جميع الحاجات سبحانه وتعالى. أما دعاء الأنبياء أو الأولياء أو غيرهم من الناس عند قبورهم أو في أماكن بعيدة عنهم فكل هذا منكر، وكله شرك بالله عز وجل، وكفر أكبر، يجب الحذر منه، كهذا الذي ذكره السائل: يا عباد الله، يا أولياء الله، يا نبي الله، أعينونا، أغيثونا، انصرونا!! هذا كله من الشرك الأكبر، قال الله جل وعلا: ..إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) سورة لقمان، ويقول سبحانه: ..وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (88) سورة الأنعام، ويقول جل وعلا يخاطب نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) سورة الزمر، فالأمر عظيم، ويقول سبحانه: ..وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ، فالواجب الحذر، والواجب على كل مسلم وكل من ينتسب إلى الإسلام وكل مكلف أن يعبد الله وحده، وأن يخصه بالعبادة دون كل ما سواه، وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ.. (23) سورة الإسراء، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) سورة الفاتحة، فلا تسأل نبياً ولا ولياً ولا شجراً ولا حجراً ولا صنماً، ولا غير ذلك، لا تسأله حاجة من نصر ولا شفاء مريض ولا غير ذلك، بل اسأل الله سبحانه حاجتك كلها، هذا هو توحيد الله، وهذا هو الدين وهذا هو الإسلام أن تتوجه إلى الله بسؤالاتك وحاجتك وأن تعبده وحده بدعائك وصلاتك وصومك وسائر عباداتك. أما المخلوق وإن كان عظيماً كالأنبياء لا يدعى من دون الله، ولا يستغاث به، ولا ينذر له، ولا يذبح له، فعلى المسلمين أن يفهموا هذا جيداً، على كل إنسان أن يفهم هذا جيداً، وأن يعلم أن هذا أمره عظيم، وأن أصل دين الإسلام وقاعدة دين الإسلام إخلاص العبادة لله وحده، وهذا هو معنى لا إله إلا الله، فإن معناها: لا معبود حق إلا الله، فالله سبحانه هو الذي يدعى، يسأل، كما قال عز وجل: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) سورة البقرة، إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98) سورة طه، فالخطأ في هذا أمر عظيم جداً لا يجوز التساهل فيه؛ لأنه شرك جاهلي، شرك المشركين الأولين؛ لأنه ضد الإسلام ضد لا إله إلا الله، فالواجب الحذر من هذه الشركيات، وعليك أيها السائل أن تنذر قومك وأن تبغلهم، وأن ترشدهم إلى أن يسمعوا هذا البرنامج حتى يستفيدوا لما فيه من الخير العظيم، هذا البرنامج نور على الدرب فيه خيرٌ عظيم وفوائده كثيرة في التوحيد وفي أحكام الشريعة، فأنا أوصي وأنصح جميع المسلمين أن يستمعوا هذا البرنامج في كل مكان، في داخل المملكة وفي خارجها، أنصح جميع المسلمين وجميع المكلفين أن يسمعوا هذا البرنامج وأن يعتنوا به حتى يستفيدوا منه، وحتى يبلغوا غيرهم من إخوانهم من الرجال والنساء حتى يستفيدوا، وهو بحمد لله برنامج من قال الله قال رسوله، ليس من الآراء، برنامج يبين فيه أهل العلم ما قاله الله ورسوله في توحيده وفي أحكام شريعته، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.