كيفية إحداد المرأة عن زوجها المتوفى؟

إذا رأى رجل امرأة كاشفة بدون قصد وهي في فترة حداد على ميت على زوجها، فماذا يلحقها في ذلك، هل عليه إعادة الحداد؟

الإجابة

إذا رأى الرجل المرأة وهي سافرة فإنه يغض بصره ويصرف بصره عنها، فقد سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن نظر الفجأة، فقال: (اصرف بصرك) وقال: (إن لك الأولى وليس لك الأخرى)، والمعنى أنه لا حرج عليه في الأولى التي نظرها صدفة لم يقصدها وإنما صادفها من باب خارجة أو من باب وهو داخل أو من طريق فإنه يصرف بصره ولا يتبع النظرةَ النظرة بل يغض بصره، أما المحادة وغيرها من النساء فليس عليها شيء في ذلك إذا لم تتبع النظرَ النظر بل تغشت واحتجبت، وليس عليها أن تعيد ما مضى من الإحداد، بل تستمر في إحدادها ولا شيء عليها، إلا أنه يلزمها أن تبتعد عن أسباب الفتنة، وأن تحتجب عن الرجال الأجانب مثل غيرها من النساء سواءٌ بسواء، ليس هذا خاصاً بالمحادة، ولكنها كغيرها من النساء عليها الاحتجاب والبعد عن أسباب الفتنة. وعليها أن تراعي، المحادة عليها أن تراعي خمسة أمور: الأمر الأول: بقاؤها في البيت الذي مات زوجها وهي ساكنة فيه إذا كان صالحاً تبقى فيه، أما إذا لم يتيسر بقاؤها فيه لخرابه، أو لأن أهله أبوا أن يؤجروه بعدما تمت الأجرة، أو لأنه ليس لديها من يؤنسها فيه بعد موت زوجها تخاف على نفسها فتخرج إلى أهلها أو إلى مكان سليم. الشرط الثاني: أن تلبس الملابس العادية دون الملابس التي تفتن، فلا تلبس الملابس الجميلة، ولكن تتحرى الملابس التي لا تفتن، كل الملابس العادية من سوداء أو خضراء أو غيرها لكن ليس فيها ما يفتن الناس. الثالث: اجتناب الحلي من الذهب والفضة والماس ونحو ذلك. الرابع: عدم الطيب والبخور وسائر أنواع الطيب؛ لأن الرسول نهى عن ذلك نهى المحادة عن ذلك عليه الصلاة والسلام. الخامس: عدكم الكحل والحناء ونحوهما؛ لأن ذلك من أسباب الفتنة أيضاً. فهذه الأمور الخمسة يشرع للمحادة العناية بها، بل يجب عليها ذلك، أما ما سوى ذلك فهي مثل بقية النساء، لها أن تغتسل وتتروش متى شاءت في الجمعة وغيرها، ولها أن تغيِّر ثيابها متى شاءت، ولها أن تكلم من شاءت من النساء والرجال مباشرة أو من طريق الهاتف أو من طريق المكاتبة لا حرج في ذلك، إذا كانت المكالمة ليس فيها فتنة ولا ريبة، بل تكلم لحاجتها وترد السلام على من سلم عليها، ونحو ذلك، على وجه ليس فيه فتنة وليس فيه شبهة. المقدم: سنعود إلى بقية أسئلتك يا أم أحمد في حلقة قادمة إن شاء الله تعالى.