الكلام على إعطاء عُمر لعطلة الأسبوع

السؤال: هل ما يقال عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه هو أول من أعطى عطلة الأربعاء والخميس والجمعة هل هو صحيح؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله أنه لم يذكر السبت هنا!!!، يذكر أهل السير والشمائل أن عمر لما رجع من الشام استقبله أولاد أهل المدينة مسيرة يوم وليلة، وأنه نهى المعلم أن يثقل عليهم، فرأى بعد ذلك الاستمرار على ذلك من سياسته أن لا تكون الدراسة شاملة لأيام الأسبوع كلها، وأن يجعل فيها وقتاً يزيل الملل ويقتضي مراجعة الإنسان لما حفظ في أيام الأسبوع الماضية، فخصص لذلك يومي الخميس والجمعة، والجمعة معلوم أنه إجازة الأسبوع، كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخذه لكثير من الأعمال الأخرى، والخميس كذلك له خصوصية في الأسبوع فقد خصه النبي صلى الله عليه وسلم لتعليم النساء، ولا يلمني الأخوات الحاضرات في عدم التخصيص في هذا اليوم فنحن نقتدي بسنة ابن مسعود رضي الله عنه فقد أخرج عنه البخاري ومسلم رحمهما الله في الصحيحين أنه كان يذكر الناس كل يوم خميس، فقالوا: يا أبا عبد الرحمن لوددنا لو ذكرتنا كل يوم، فقال: إني أتخولكم بالموعظة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا، فلذلك اشتهرت هذه الحكاية ولا أذكر إسناداً لها، لكن عدداً من الأئمة الذين يوثق بنقلهم قد ذكروها، فمنهم ابن كثير والذهبي والحافظ ابن حجر والشوكاني هؤلاء ذكروا ذلك عن عمر ولا يمكن أن يذكروه إلا إذا كانوا قد اعتمدوا على إسناد ثقة في هذا الباب، وعموماً فهي من المصالح الواضحة، فالإنسان إذا اشتغل بالجد طيلة أيام الأسبوع فذلك مدعاة للكلل والتعب وهو مدعاة لأن يمل من مواصلة الطلب، وقديماً قال أحد الحكماء:

أفد طبعك المكدود بالجد راحة

يجم وعلله بشيء من المزح

ولكن إذا أوليته المزح فليكن

بمقدار ما يولى الطعام من الملح

.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.