ما صحة حديث (متى ترعوون عن ذكر الفاجر اهتكوه حتى يحذره الناس)؟

ما هو تخريج هذا الحديث وما مدى صحته: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:(متى ترعوون عن ذكر الفاجر اهتكوه حتى يحذره الناس) وإذا كان هناك أحاديث في معناه ما هي، أفيدونا جزاكم الله خيراً؟

الإجابة

لا أعرف حال هذا الحديث ولا أعرف صحته، والذي يغلب على ظني أنه ليس بصحيح، ولكن الثابت بالتفصيل. ذكر العلماء أنه إذا أظهر منكر جاز الكلام فيه، وأبيحت غيبته في هذه الحال؛ لأنه قد أظهر المنكر، فالذي أظهر المنكر جاز أن يغتاب في المنكر الذي أظهر، أما سيئاته الخفية فلا، وقد جاء في السنة ما يدل على ذلك من وجوهٍ كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن الفاسق المعلن لا غيبة له فيما أعلم، وقد دل على هذا وقائع من فعل النبي عليه الصلاة والسلام، منها أنه مر عليه بجنازة فأثنى عليها المسلمون خيراً، فقال: (وجبت) ومر عليه بجنازة أخرى فأثنوا عليها شراً، فقال: (وجبت) وسئل عن ذلك، قيل: ما وجبت؟ قال: (هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض) فدل ذلك على أن ذكر السيئين بمعاصيهم الظاهرة لا حرج فيه، ولهذا ما أنكر عليهم في هذا بالشر، بل قال: (وجبت له النار).