الإجابة:
الحمدلله .
الوسواس لا يدخل إلا على عابد ، إذ يحرص الشيطان أن يُفسد عليه
عبادته ، ويُلبّس عليه أمر دينه .
وغالباً لا يدخل على عالم ؛ لعلمه بمداخل الشيطان والحرص على إغلاقها
. ولا يدخل الوسواس على أهل الكفر والمعاصي ؛ لأن الشيطان ليس بحاجة
إلى أن يُلبّس عليهم أمر دينهم . وعلاج الوسواس
تركه والانتهاء عنه وعدم الالتفات إلى ما يُلقي الشيطان الوسوسة داء
خطير يُلبّس به الشيطان على العباد عباداتهم ومعتقداتهم .. ودواء هذا
الداء تركه وعدم الالتفات إليه . قال صلى الله عليه وسلم :"" لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله
الخلق فمن خلق الله ، فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ، و
ليستعيذ بالله ، ولْيَنْتَهِ ". متفق عليه .
فإذا وجد الإنسان شيئا من الوسواس فليستعيذ بالله ولينتهِ ويترك ما
يخطر بباله ولا يلتفت إليه . وليستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قال
تعالى : { وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ
الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ } ولذا لما أتى عثمان بن أبي العاص النبي صلى الله
عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي
وقراءتي يلبسها عليّ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"" ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ
بالله منه ، واتفل على يسارك ثلاثا . قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله
عني" . رواه مسلم
. وإذا كان الوسواس في الوضوء مثلا وجاء الشيطان بعد أن فرغ المسلم
من وضوءه وقال له : أنت لم تمسح رأسك فلا يلتفت إليه . وإذا جاءه
وخيّل له أن شيئا من البول ينزل معه فلا يلتفت إليه ، وقد دلّ النبي
صلى الله عليه وسلم أمته على علاج ذلك .""
جبريل عليه السلام لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم فعلمه الوضوء
، فلما فرغ من وضوءه أخذ حفنة من ماء فَرَشّ بها نحو الفرج ، فكان
النبي صلى الله عليه وسلم يرش بعد وضوءه . رواه الإمام أحمد ".
وهكذا يقطع طريق الوسوسة على الشيطان .. وعليه أن لا يتمادى فيها .
وإذا توضأ كما أمره الله فلا يلتفت إلى ما يُلقيه الشيطان ، وليُصلِّ
وليس عليه إعادة ، وبهذا يقطع طريق الوسوسة.