الواجب على أهل العلم والدعاة إلى الله سبحانه أن يعلموهم ويرشدوهم؛ لقول الله عز وجل: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[1]، وقوله سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا[2] الآية، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله))[3]، والواجب عليهم أن يتعلموا ويتفقهوا في الدين، وأن يسألوا أهل العلم، كما قال الله سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[4]، وبذلك تحصل لهم البصيرة والفقه في الإسلام إن شاء الله، نسأل الله أن يفقههم في الدين، وأن ييسر لهم دعاة الهدى إنه جواد كريم.
أما لو ماتوا على حالهم لم تبلغهم الدعوة فهم كغيرهم من أهل الفترة أمرهم إلى الله سبحانه، وقد صحت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن لم تبلغهم الدعوة، أنهم يمتحنون يوم القيامة، فمن نجح دخل الجنة ومن لم ينجح دخل النار، نسأل الله لنا ولهم ولجميع المسلمين التوفيق لما يرضيه والسلامة من أسباب غضبه إنه سميع قريب.
[1] سورة النحل من الآية 125.
[2] سورة فصلت من الآية 33.
[3] رواه مسلم في الإمارة برقم 3509 واللفظ له، والترمذي في العلم برقم 2595، وأبو داود في الأدب برقم 4464.
[4] سورة النحل من الآية 43.