من يعتقد أن جميع ما في المدينة أماكن مقدسة

بعض الإخوة من الذين يفدون على المملكة يقولون: إن جميع ما في المدينة من المزارات أو في مكة يقولون إنها أماكن مقدسة، وأيضاً يزورون مثلا غار حراء، وغار ثور، وجبل الرحمة، ويقولون إنها أماكن مقدسة؟

الإجابة

لا هذا غلط، لا يسميها مقدس هذا غلط ولا يقال في غار ثور, ولا في حراء, ولا في مولد فلان أنه مكان مقدس؛ لأن الرسول ما قدسه - صلى الله عليه وسلم -لما أنزل الله عليه النبوة لم يزر حراء بعد ذلك, ولم يصلي في حراء بعد ذلك, ولم يدع إلى زيارته, ولا زاره الصحابة, فدل ذلك على أنه غير مقدس ولا يزار, هكذا غار ثور، ما زاره بعد ذلك ولا زاره الصحابة, فدل على أنه غير مقدس ولا يزار ولا يستحب أن يزار، كذلك في المدينة إنما يزار مسجده - صلى الله عليه وسلم - يصلى فيه, وهكذا مسجد قباء يصلى فيه, وهكذا البقيع يزار الموتى للسلام عليهم للرجال خاصة، وهكذا شهداء أحد يستحب أن يزاروا للسلام عليهم، والدعاء لهم من الرجال، لكن ما يقال للأماكن أنها مقدسة لأن هذا لا دليل عليه, ولكن تزار للدعاء لأهلها والترحم عليهم, وأخذ العبرة والذكرى, فالقبور فيها عظة وذكرى, فالمسلم يزورها للسلام عليهم والدعاء لهم, والتأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وبأصحابه في ذلك, ولكن لا يزورها ليدعوا عندها أو يصلي عندها لا، هذا منكر، ولا يزروها أيضاً ليقرأ عندها هذا غير مشروع ولكن يزروها للسلام عليهم وللدعاء لهم كالبقيع في المدينة, وشهداء أحد في المدينة, والمعلى في مكة, وسائر القبور في كل بلد، يزروها المسلم للسلام عليهم والدعاء لهم لكن لم يشد الرحال، لا تشد إليها الرحال إنما يزورها إذا كان في بلدها، هذا هو المشروع، والنساء لا يزرن القبور لما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه لعن زائرات القبور؛ ولأنهن فتنة, وصبرهن قليل فمن حكمة الله أن نهاهن عن زيارة القبور وحرم عليهن ذلك. وليس في المدينة أشياء تزار غير ما عرفت، أما الأعبار والجبال ومساجد الأخرى فلا تشرع زيارتها ولا تكون زيارتها عبادة إنما الذي يزار في المدينة أربعة أشياء: مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - للصلاة فيه، والقراءة والدعاء، مسجد قباء للصلاة فيه فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ، البقيع قبور البقيع للسلام عليهم والدعاء لهم، شهداء أحد للدعاء لهم والسلام عليهم، وهكذا بقية القبور في أي مكان تزار من دون شد الرحل للذكرى والعظة, أما الموالد فلا تزار, وليست مقدسة, والمولد محل المولد فلان, أو فلان النبي - صلى الله عليه وسلم - أو علي, أو غير ذلك لا يشرع زيارتها ولا موالد غيرهم من الناس يعني أي مولد لا تشرع زيارة محله لا النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا علي, ولا العباس, ولا فاطمة, ولا غيرهم؛ لأن هذا ما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم -, ولا أصحابه, فدل ذلك على أنه بدعة, والنبي-عليه الصلاة والسلام-: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، فعلى المسلم أن يتحرى الشرع ويأخذ به ويدع ما خالف ذلك في أي مكان هذا هو طريق النجاة وهذا هو سبيل السعادة وهذا هو الذي قاله أهل العلم وأهل البصيرة.. أيها السادة إلى هنا إلى نهاية لقائنا هذا