لي جار سيء الخلق ويسب أهلي، كيف أتعامل معه؟

السؤال: لي جار زوجته سيئة الخلق، ولا يأتى من ورائهم إلا كل مشاكل!! وهو بالتالي موالي لزوجته، مع العلم بأنه إمام مسجد، وبالرغم من هذا فإنهم دائماً في مشاكل مع والدتي وأخي، فهل أقاطعهم بمقاطعة أمي وأخي لهم؟ مع العلم أن جارى الإمام وزوجته يسبون أهلي أمامي ومن ورائي!! وأنا لا أقاطعهم لأني أعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم حث على الجار، ولولا هذا لكنت قاطعتهم بسبب أهلي وسبهم لأهلي، ولكني أخاف عقاب الله. فهل لي من مقاطعة هذا الجار وزوجته؟ وما هو حق الجار أو حق الأخ المسلم في هذه الحالة؟ جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابة

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن حق الجار في الإسلام عظيم، فقد أكدت نصوص الوحي من القرآن والسنة على وجوب مراعاة حق الجار والإحسان إليه، قال الله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء:36].

وأكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، ففي الصحيحين عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره".

وقد لخص أهل العلم حق الجار في ثلاثة أمور:
أولها: الإحسان إليه ببذل المستطاع من المعروف.
وثانيها: كف الأذى عنه.
وثالثها: تحمل ما يصدر عنه من الأذى.

ولذلك فإن عليكم أن تدفعوا مساوئ هذا الجار بالإحسان إليه، ومواصلة النصح له، وتغيير أسلوبه، مع مراعاة الأوقات والأحوال المناسبة لها، فقد قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت:34]، وبإمكانكم أن تسلطوا عليه بعض الخيرين لينصحه بطريقة مناسبة، وعليك أن تحسني إليهم وإن أساؤا إليك، وأن ترشديهم إلى الخير بالوسائل المختلفة من الكلمة الطيبة والشريط الإسلامي الهادف والكتاب النافع، فإذا استجاب لكم فقد حصل لكم خير كثير وثواب جزيل عند الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" (متفق عليه)، فإن لم يجد ذلك كله وكان في جلوسك معهم ارتكاب لبعض الذنوب كالغيبة والسب -كما ذكرت- فلا حرج عليك أن تعرض عنهم وتهجرهم في الله إلى أن يرجع عن هذا الخلق الذميم.



من فتاوى زوار موقع طريق الإسلام.