هل مدينة جدة ميقات؟

السؤال: سمعت فتوى من أحد المشايخ، يقول فيها: "إن مدينة جدة تعتبر ميقاتاً لأنها تقع بين ميقاتين"، فهل من تفسير أكثر؟ وهل لي أن أحرم من جدة الآن وأنا في أبها مثلاً؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فقد حدَدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المواقيت المكانية، وكلها في الحِلّ، وهي محيطة بالحرم بمُخمّسٍ غير متساوي الأضلاع لتفاوت المواقيت في البُعدِ، وقد اتفق أهل العلم على أن من لا يمر في طريقه بواحد من المواقيت لا يلزمه الذهاب إلى الميقاتِ، بل يحرم من المحاذاة، والذي نراه أن المحاذاة إنما هي الخط المستقيم بين الميقاتين.

وقد ثبت علمياً أن جدة يمرُّ دونها خط المحاذاة بين الجحفة ويلملم، فيجوز لمن يمر بجدة أن يحرم منها.

أما من يأتي من أبها ونحوها بالطائرة وهو يريد النسك وليس له عملٌ بجدة فالأفضل له أن يُحرم من ميقاته، ويجوز له تأخير الإحرام إلى جدة، لما ثبت في الصحيح من أن أبا قتادة رضي الله عنه حين خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم لم يُحرم من ذي الحليفة وإنما بقي حلالاً حتى لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو قريب من محاذاة الجحفة (صحيح البخاري: 1821، وصحيح مسلم: 1196).

أمَّا من له حاجة بجدة قبل النسك فإنه لا يُحرم إلا بعد أن يقصد النسك فيحرم من المكان الذي أحدث منه نيَة النسك، والله أعلم.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.