هل يجب هجر من لا يصلي

أنا شابٌ مسلم لي خالٌ متزوجٌ يشرب الخمر إذا وجده وهو تاركٌ للصلاة فهو لا يصلي حتى في شهر رمضان، نصحته ولكن بدون فائدة، فهل صيامه صحيح؟ وهل يجب أن نقاطعه ولا نتحدث إليه، ولا نجلس معه، أنا أجد نفسي مجبراً على التحدث والجلوس معه، وذلك بصفته خالي، فماذا علي أن أفعل؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

الإجابة

إن كان الواقع ما ذكره السائل فالواجب هجره ومقاطعته، وأن لا تجاب دعوته، وأن لا يدعى إلى وليمة، لأن ترك الصلاة كفرٌ أكبر بأصح قولي العلماء، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) رواه مسلم في صحيحه، في أحاديث كثيرة وآيات قرآنية تدل على كفر تارك الصلاة، فالواجب على من يدعي الإسلام أن يتقي الله وأن يصلي، فإذا لم يلتزم بذلك وجب على ولاة الأمور إذا كان في بلد إسلامية أن يستتيبوه، فإن تاب وإلا وجب قتله، ومثله لا يستحق أن تجاب دعوته، بل يبغي هجره، وعدم دعوته، حتى يستقيم، أما من زاره ليدعوه إلى الله ليرشده فلا بأس، هذا من باب الدعوة إلى الله، إذا زرته لأن تدعوه إلى الله وترشده إلى الحق، لعل الله أن يهديه بالأسباب هذا أمرٌ طيب. أما صومه فلا يصح على الصحيح، لأن الكافر لا يصح عمله، قال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ[الأنعام: 88]، وقال -سبحانه-: وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[المائدة: 5]، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (من ترك صلاة العصر حبط عمله)، وهذا مثال، فمن ترك الصلوات من باب أولى إذا ترك صلاة العصر وحدها حبط عمله، فالذي يترك الصلوات كلها من باب أولى أن يبطل عمله، وهذا يدل على كفره، نسأل الله له الهداية والرجوع إلى الصواب.