حكم بناء القباب على القبور

يقول يوجد في بلدتنا رجل متوفى صالح، ويبنى له مقام على قبره، وله عادة عندنا في كل عام، نذهب مع الناس إليه رجالاً ونساء ، ويقيمون عنده ثلاثة أيام بالمدح والتهاليل والأذكار ، ويستمر في الأوصاف المعروفة سماحة الشيخ ، ويرجو التوجيه والإرشاد

الإجابة

هذا العمل لا يجوز بل هو من البدع التي أحدثها الناس فلا يجوز أن يقام على قبره بناء سواءً سوي مقاماً أو سمي قبة أو سمي غير ذلك، كان القبور في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعهد الصحابة مكشوفة ليس عليها بناء والنبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يبنى على القبر وأن يجصص وقال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) متفق على صحته ، وقال جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنه - (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه) فالبناء على القبور منكر وهكذا تجصيصها ووضع الزينات عليها أو الستور كله منكر ووسيلة إلى الشرك فلا يجوز وضع القباب أو الستور أو المساجد عليها وهكذا زيارتها على الوجه الذي ذكره السائل من الجلوس عندها والتهاليل وأكل الطعام والتمسح بالقبر أو الدعاء عند القبر أو الصلاة عند القبر كل هذا منكر، كله بدعة لا يجوز، إنما المشروع زيارة القبور، أن يزورها ويدعوا لهم ثم ينصرف، يمر على القبور ويقول: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين) وما أشبه هذا من الدعوات فقط، هذا هو المشروع الذي علمه النبي أصحابه عليه الصلاة والسلام، كان يعلمهم إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية) حديث عائشة: (يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين) حديث ابن عباس: (السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر) هذا المشروع. وأما الإقامة عند القبر للأكل والشرب أو للتهاليل أو للصلاة أو قراءة القرآن كل هذا منكر. يسلم ويذهب، ويدعوا للميت ويترحم عليه، أما اتخاذه محل دعاء أو محل قراءة أو محل طواف، أو محل تهاليل يجلس عنده أو أكل يوم أو يومين هذا ما له أصل، هذا بدعة من وسائل الشرك، فيجب الحذر من ذلك ويجب ترك ذلك. بارك الله فيكم سماحة الشيخ في ختام...