كيفية الوقاية من الحسد والنميمة والنسيان

السؤال: كيفية الوقاية من الحسد والنميمة والنسيان

الإجابة

الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:
أولاً: الوقاية من الحسد تكون بالمحافظة على ذكر الله عز وجل والأوراد الشرعية، فإنه لا يزال عليك من الله حافظ. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوِّذ الحسن والحسين عليهما السلام بقوله: "أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة"، ويقول: "هكذا كان إبراهيم يعوِّذ إسحاق وإسماعيل عليهم السلام" (رواه الترمذي وأبو داود وأحمد). هذا في جانب من يخشى الحسد.

أما الحاسد فعليه أن يقي نفسه بالعلم والعمل، العلم بأن يوقن بأن الله عز وجل قسّم الأرزاق والأعمال والأخلاق والآجال، وهو سبحانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد {لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب}، فالحسد لن يغني عنه شيئاً. أما العمل فهو أن يجاهد نفسه ويكثر من الدعاء بأن يرزقه الله من فضله.

ثانياً: النميمة من كبائر الذنوب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة نمام" (رواه مسلم). قال العلماء: النميمة نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد بينهم. قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله في الإحياء: "وكل من حُمِلت إليه نميمة وقيل له: فلان يقول فيك أو يفعل فيك كذا فعليه ستة أمور:
الأول: ألا يصدِّقه لأن النمام فاسق.
الثاني: أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويُقبِّح له فعله.
الثالث: أن يبغضه في الله تعالى فإنه بغيض عند الله تعالى، ويجب بغض من أبغضه الله تعالى.
الرابع: ألا يظن بأخيه الغائب السوء.
الخامس: ألا يحمله ما حُكي له على التجسس والبحث عن ذلك.
السادس: ألا يرضى لنفسه ما نهى النمامَ عنه، فلا يحكي نميمته عنه فيقول: فلان حكى كذا، فيصير به نماماً ويكون آتياً ما نهى عنه". ا.ه.

ثالثاً: النسيان من الشيطان وقد دلت على ذلك ثلاثة مواضع في القرآن:
الأول: قوله تعالى: {وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الفاسقين}.
الثاني: قوله تعالى: {ما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره}.
الثالث: قوله تعالى: {فأنساه الشيطان ذكر ربه}.
والوقاية من ذلك بذكر الله.
والعلم عند الله تعالى.



نقلاً عن شبكةالمشكاة الإسلامية.