التبرك ببئر فيه ماء

أنه حفر بئراً وفجأة بدأ الناس يتبركون بهذه البئر ويتعالجون من مياهها، ويسأل الآن -سماحة الشيخ- هل عليه إثم في ذلك، أو لا؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإذا كانت البئر المذكورة فيها ماء ينفع لبعض الأمراض، وحصل تجارب بذلك وانتفع الناس بذلك فلا بأس بذلك، لكن يعلمون ويوجهون أن البرء من الله والشفاء من الله وأن هذا الماء جعل الله فيه بركة ينفع الناس لمرض كذا أو مرض كذا، كما جعل الله في زمزم بركة ينفع الله بها عباده في أشياء كثيرة، سبحانه وتعالى، فالله جعل في بعض المخلوقات خصائص تنفعهم في بعض الأمراض فلا يضر ذلك، لكن يُعلَّم الجاهل أنها ليس عندها بركة، إنما هذا خاصة فيها جعلها الله في هذا الماء ينفع من كذا أو من كذا، يبين له أنها تنفع من كذا وكذا بالتجارب، وأما طلب البركة منها فالبركة من الله، لا يطلب منها بركة، ولكن تطلب البركة من الله والشفاء من الله سبحانه وتعالى، هو الذي يشفي وهو الذي يعطي البركة جل وعلا، ولكن بعض المخلوقات تنفع، كما ينفع لحم كذا من كذا، وثمرة كذا من كذا، والكي من كذا وكذا، والدهن الزيت من كذا وكذا، وهكذا أشياء جعلها الله خاصة في بعض المخلوقات تنفع في أشياء، فلا ينافي ذلك أنها مخلوقة وأنها مربوبة وأن الله خالقها وأن الله هو الشافي والمعافي سبحانه وتعالى، فالحاصل أن بعض المخلوقات فيها خصائص تنفع من بعض الأمراض، فلا مانع من استعمالها في الأمراض التي تنفع فيها بحسب التجارب، ولكن مع الإيمان بأن الشفاء من الله، والبركة من الله سبحانه وتعالى، فلا يطلب منها شيء، لا يطلب منها بركة ولا يطلب منها شفاء، الشفاء من عند الله سبحانه وتعالى، والبركة من عند الله -عز وجل-.