مادام أهل القرية بهذه الصفة فالواجب عليك أن تهاجر منها ، وأن تنتقل إلى قرية صالحة يعبد أهلها الله - سبحانه وتعالى - ، فالهجرة واجبة من البلاد الشركية إلى البلاد الإسلامية ، أما إن كنت تستطيع توجيههم وإرشادهم ، أو عندك من أهل العلم والبصيرة من يرشدهم حتى يتعلموا فاستعينوا بالله وأرشدوهم ؛ لأن دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والذبح للأموات شرك أكبر - والعياذ بالله - ، فالعبادة حق الله وحده ، يقول سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [(5) سورة الفاتحة]. وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [(5) سورة البينة]. وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [(23) سورة الإسراء]. في آيات كثيرات ، فالواجب إخلاص العبادة لله وحده لا يدعى إلا هو - سبحانه وتعالى - ولا يستغاث إلا به ولا يصلى إلا له ولا يرشد إلا له فالذي يطلب الأموات والمدد ويستغيث بهم قد أشرك بالله - سبحانه وتعالى - ، وهكذا إذا صلَّى لهم وسجد لهم ذبح لهم ونذر لهم كل هذا عبادة لغير الله ، فيجب عليه التوبة من ذلك والرجوع إلى الله والندم ، ومن تاب تاب الله عليه ، فالعبادة حق الله ، يجب إخلاصها لله ، وهكذا لا يجوز للنساء التبرج بين الرجال وإخراج الزينة ، هذا من المنكرات ومن أسباب الفتن وظهور الفواحش فالواجب إنكار ذلك. الخلاصة أن عليك - يا عبد الله - أن تنصح أهل هذه القرية، وأن تطلب لهم العلماء ، ولو من بلاد أخرى يأتون إليهم حتى يرشدوهم حتى يعلموهم حتى ينصحوهم لا يجوز تركهم على هذه الحال السيئة ، بل يجب أن يوجهوا إلى الخير، وأن ينصحوا وأن يطلب لهم العلماء من أقطار أخرى التي بقربهم من أهل التوحيد حتى ينصحوهم حتى يوجههم ، وإذا كنتم في السودان فعندكم أنصار السنة اطلبوا منهم من يأتي إليكم وينصحكم ، ويوجه هؤلاء إلى الخير ، وهكذا في أي بلاد اطلبوا الذين يعرفون التوحيد حتى يحضروا إلى هذه القرية حتى يرشدوهم حتى يعلموهم ، فالدين النصيحة ، والله يقول - جل وعلا-: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [(125) سورة النحل]. ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لما بعثه إلى خيبر قال: (ادعهم إلى الإسلام - يعني اليهود - وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله - تعالى - فيه ، ثم قال: فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم) . يعني خير لك من جميع النوق الحمر ، والمعنى خير لك من الدنيا وما عليها، فدل ذلك على عظم شأن الدعوة إلى الله وإرشاد الناس ، وأنها قربة عظيمة، فلا يجوز إهمال القرى الجاهلة التي يقع فيها الشرك والمعاصي الظاهرة ، بل يجب إرشادهم وتوجيههم إلى الخير ، وتعليمهم ما أوجب الله عليهم حتى يزول الشرك ، وحتى تختفي المعاصي - رزق الله الجميع للتوفيق والهداية -. بارك الله فيكم.