حكم الصلاة خلف أهل البدع

إذا كنت أعيش في منطقةٍ أهلها لا يعرفون التوحيد، ويحيون البدع والخرافات، ومن اعتقاداتهم: التوسل بالأولياء، والعكوف عند الأضرحة، والذبح عندها، والنساء يخرجن متبرجات، وكثير من أهل هذه البلدة على هذه الحال، فهل يجوز لي أن أصلي خلفهم، علماً أنه لا يوجد مسجد آخر غير هذا المسجد الذي هم قائمون عليه؟ أفيدونا أفادكم الله؟.

الإجابة

مادام أهل القرية بهذه الصفة فالواجب عليك أن تهاجر منها ، وأن تنتقل إلى قرية صالحة يعبد أهلها الله - سبحانه وتعالى - ، فالهجرة واجبة من البلاد الشركية إلى البلاد الإسلامية ، أما إن كنت تستطيع توجيههم وإرشادهم ، أو عندك من أهل العلم والبصيرة من يرشدهم حتى يتعلموا فاستعينوا بالله وأرشدوهم ؛ لأن دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والذبح للأموات شرك أكبر - والعياذ بالله - ، فالعبادة حق الله وحده ، يقول سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [(5) سورة الفاتحة]. وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [(5) سورة البينة]. وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [(23) سورة الإسراء]. في آيات كثيرات ، فالواجب إخلاص العبادة لله وحده لا يدعى إلا هو - سبحانه وتعالى - ولا يستغاث إلا به ولا يصلى إلا له ولا يرشد إلا له فالذي يطلب الأموات والمدد ويستغيث بهم قد أشرك بالله - سبحانه وتعالى - ، وهكذا إذا صلَّى لهم وسجد لهم ذبح لهم ونذر لهم كل هذا عبادة لغير الله ، فيجب عليه التوبة من ذلك والرجوع إلى الله والندم ، ومن تاب تاب الله عليه ، فالعبادة حق الله ، يجب إخلاصها لله ، وهكذا لا يجوز للنساء التبرج بين الرجال وإخراج الزينة ، هذا من المنكرات ومن أسباب الفتن وظهور الفواحش فالواجب إنكار ذلك. الخلاصة أن عليك - يا عبد الله - أن تنصح أهل هذه القرية، وأن تطلب لهم العلماء ، ولو من بلاد أخرى يأتون إليهم حتى يرشدوهم حتى يعلموهم حتى ينصحوهم لا يجوز تركهم على هذه الحال السيئة ، بل يجب أن يوجهوا إلى الخير، وأن ينصحوا وأن يطلب لهم العلماء من أقطار أخرى التي بقربهم من أهل التوحيد حتى ينصحوهم حتى يوجههم ، وإذا كنتم في السودان فعندكم أنصار السنة اطلبوا منهم من يأتي إليكم وينصحكم ، ويوجه هؤلاء إلى الخير ، وهكذا في أي بلاد اطلبوا الذين يعرفون التوحيد حتى يحضروا إلى هذه القرية حتى يرشدوهم حتى يعلموهم ، فالدين النصيحة ، والله يقول - جل وعلا-: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [(125) سورة النحل]. ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لما بعثه إلى خيبر قال: (ادعهم إلى الإسلام - يعني اليهود - وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله - تعالى - فيه ، ثم قال: فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم) . يعني خير لك من جميع النوق الحمر ، والمعنى خير لك من الدنيا وما عليها، فدل ذلك على عظم شأن الدعوة إلى الله وإرشاد الناس ، وأنها قربة عظيمة، فلا يجوز إهمال القرى الجاهلة التي يقع فيها الشرك والمعاصي الظاهرة ، بل يجب إرشادهم وتوجيههم إلى الخير ، وتعليمهم ما أوجب الله عليهم حتى يزول الشرك ، وحتى تختفي المعاصي - رزق الله الجميع للتوفيق والهداية -. بارك الله فيكم.