الشرك الذي لا يغفره الله

الإشراك الذي لا يغفره الله هل هو في العبودية فقط أو حتى في الطاعة؟ وهل هناك إشراك في الطاعة أم لا يوجد إشراك إلا في العبودية، ثم ما هو الإشراك، وكيف التخلص منه في أعمالنا ومعاملاتنا مع بعضنا، ثم إذا أطعنا أشخاصاً فيما فيه الخير وما فيه طاعة الله فهل هذه الطاعة إشراك بالله والعياذ بالله من كل عمل فيه شرك؟

الإجابة

الشرك بالله بينه الله في كتابه العظيم، وهو صرف العبادة لغير الله، كدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات، أو الملائكة أو الجن أو الأصنام، أو نحو ذلك، أو الصلاة لهم، أو السجود لهم، أو الذبح لهم تقرباً إليهم يرجو شفاعتهم، يرجو أنهم ينصرونه ويشفون مريضه، يتقربون إليه، أما إذا ذبح الذبيحة يتقرب إلى الله، الضحية، يضحي عن أبيه، أو عن أخيه، أو يتصدق بها عنه يرجو ثواب الله لا يتقرب إلى أحد، يتقرب إلى الله بالذبيحة، الضحية، فهذا قربة إلى الله ...، أما إذا ذبح يريد التقرب من ميت حتى يشفع له الميت، حتى ينصره، حتى يشف مريضه، هذه العبادة لغير الله، وهكذا النذر يقول إن شف الله مريضي، أو إن شفيت مريضي يا فلان فلك عليّ ذبيحة كذا وكذا هذا الشرك بالله، أو يقول يا سيدي فلان، أو يا فاطمة، أو يا سيدي البدوي انصرني، أو اشف مريضي، أو يا سيدي عبد القادر، أو يا شيخ عبد القادر، أو يا أبا ذر، أو يا رسول الله، أو يا أبا بكر الصديق، أو يا عمر، أو يا عثمان انصرني، أو اشف مريضي، أو يا ابن عباس، أو غيرهم من الناس، أو يا ملائكة الله انصروني، أو يا أيها الجن انصروني، أو يا جني فلان انصرني، أو اشف مريضي، أو يا... الفلاني، أو الشجرة الفلانية كل هذا شرك بالله وعبادة لغيره، وهكذا إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة بالأدلة الشرعية، إذا أنكره يكون كافراً مشركاً كالذي ينكر أن الله أوجب الصلاة، يقول: لا الصلاة ما هي واجبة، هذا كافر كفر أكبر، أو قال: الفجر ما هي بواجبة، أو العصر ما هي بواجبة، أو الظهر ما هي واجبة، أو المغرب ما هي واجبة، أو الجمعة ما هي واجبة على الناس كل هذا كفر أكبر، أو يقول الزكاة ما هي واجب، أو صيام رمضان ما هو بواجب على الناس، أو الحج مع الاستطاعة ما هو بواجب على الناس، هذا كفر أكبر، أو يقول الزنا حلال، أو الخمر حلال، إذا كان جاهل يبين له الأمر الشرعي، فإذا أصر على أن الزنا حلال، أو أن الخمر حلال صار كافراً كفراً أكبر، أو قال مساعدة المشركين على المسلمين كونه يساعد الكفار على إخوانه المسلمين حتى يذبحوهم، حتى يعذبوهم، هذا ردة، يقول الله سبحانه: وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ -يعني يتولى الكفار، ينصرهم على المسلمين- فَإِنَّهُ مِنْهُمْ (51) سورة المائدة. هكذا من يستحل السجود لغير الله والصلاة لغير الله ولو ما فعله، كونه يصلي للملائكة، أو يصلي للجن أو يصلي للأموات، أو يسجد لهم ولو ما فعله يكفر بهذا الاعتقاد، وهكذا من يطيع غير الله في الشرك بالله، إذا أطاعه في الشرك بالله، والسجود لغير الله صار مشركاً؛ لأنها طاعة فيما هو شرك بالله عز وجل، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق)؛ فإن أطاعه في المعصية صارت معصية، وإن أطاعه في الشرك صار شرك، فإذا أطاع أنه يذبح لغير الله، أو يسجد لغير الله صار شركاً أكبر، وإذا أطاعه أنه يقتل بغير حق، يقتل إنسان بغير حق، أواو يجلد جلداً بغير حق يكون عاصياً ظالماً أطاعه في الظلم والمعصية، أما طاعة الرسول فهي طاعة لله،مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ (80) سورة النساء. طاعة الرسول واجبة تطيع الرسول فيما أمر به ونهى عنه، الله قال: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ (54) سورة النور. وقال سبحانه: مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ (80) سورة النساء. كذلك طاعة العلماء في الحق، طاعة الأمراء في الحق طاعة لله، إذا أمرك الأمير تصلي في الجماعة، أمرك أن توحد إلى الله ولا تشرك به شيئاً، أمرك أن تحكم بالحق، وأن تحكم بما أنزل الله، يجب أن يطاع في ذلك؛ لأنه أمرك بطاعة الله، أمرك ببر والديك عليك أن تطيعه؛ لأن طاعته طاعة لله في هذا، نهاك عن السرقة، نهاك عن الظلم تطيعه؛ لأن الله أمر بهذا، فولي الأمر إذا أطعته في هذا فأنت مطيع لله؛ لأنه أمركم بطاعة الله ورسوله، لكن إذا قال لك اضرب والديك، لا، إذا قال لك اشرب الخمر، لا، لا تطيعه، إذا أطعته في هذا فأنت عاصي مثله؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنما الطاعة في المعروف)، (لا طاعة لمخلوق في المعصية الخالق). فإذا أطعته في شرك صرت مشركاً، وإذا أطعته في معصية صرت عاصياً، وإذا أطعته في طاعة الله فأنت مأجور، وفق الله الجميع.