الإجابة:
الصواب أنه لا يركع قبل أن يصل إلى الصف؛ لأن الحديث عام "لا تعد" ولا يخصص منه إلا الركوع المأموم
إذا أدرك الإمام راكعاً فإنه يركع لقوله عليه الصلاة والسلام: "ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا".
وأما فعل ابن مسعود رضي الله عنه فلا يحتج به لأنه خالف الحديث، وذلك
أن كل من خالف النص مهما كانت منزلته في الدين فإنه يعتذر عنه، ولا
يحتج بقوله، ولا يعارض به سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأما حديث ابن الزبير فيحتاج إلى النظر في صحته وسياقه حتى يعرف هل صح
عنه أم لا؟ وهل المراد بسياقه في قوله: "أثر السنة" هذه السنة أو
مجموع الهيئة التي يقوم بها الإنسان.
وأما قول السائل: إن حديث أبي بكرة ليس بقاطع.
فيقال نعم هو ليس بقاطع؛ ولكن ليس من شرط الاستدلال بالنص أن تكون
دلالته قاطعة بل يكتفي بالظاهر، فإذا وجد نص آخر يخالفه -أي يقتضي ما
يخالف ظاهره- فحينئذ نؤول الظاهر.
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثالث عشر -
آداب الخروج إلى المسجد.