الأجل والصحة بقدر الله

أيهما يتحكم في الآخر: الأجل، أم الصحة؟

الإجابة

الأمر إلى الله في هذا سبحانه وتعالى، الأمر إلى الله، ليس لأحد، ليس لهذا ولا لهذا تحكم، بل الأمر راجع إلى قدر الله وحكمته سبحانه وتعالى فمن قدر الله له تمام الصحة، واستمرارها حصل ذلك، ومن قدر الله عليه الأمراض حصل ذلك، كل شيء بقضاءه وقدره، سبحانه وتعالى، كل شيء بقدر حتى العجز والكيس يقول جل وعلا: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) سورة التغابن، ويقول سبحانه: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) سورة الحديد. فإذا نزل المرض هو بمشيئة الله، وشرع الله علاجه واتخاذ الأسباب التي تزيله كما شرع الأسباب التي تقي منه قبل وقوعه من توقي أسباب الشر، والبعد عن أسباب الشر، فيتوقى ما يضره، ويبتعد عما يضره بالأسباب التي شرعها الله، كما يتعاطى أسباب الصحة والعافية من بالأسباب التي شرعها الله، فيأكل ويشرب ويتقي ما يضره؛ لأن الله أمر بذلك، ويعالج الأمراض؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (عباد الله تداووا ولا تتداووا بحرام). وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أنزل الله داءاً إلا وأنزل له دواءً علمه من علمه، وجهله من جهله). فإذا أراد الله غلبة المرض استمر المرض وصار لا يرجى بره، وإذا أراد الله استمرار الصحة استمرت الصحة وقل المرض، وقد يبتلى الإنسان بهذا وهذا، بهذا تارةً وهذا تارة، ولاسيما المسلم يبتلى بالأمراض؛ ليكفر الله بها من خطاياه ويحط بها من سيئاته، كما في الحديث الصحيح، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- من يرد الله به خيراً يصب منه)، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أصاب المسلم من هم، ولا غم، ولا نصب، ولا وصب، ولا أذى إلا كفر الله به من خطاياه حتى الشوكة).