التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم

ما هو التوسل، وهل يصح العمل به، مثال ذلك: عندما يقول العبد طالباً من ربه: (اللهم ارحمني وارزقني بجاه المصطفى صلى الله عليه وسلم), وربما البعض من الإخوة في الإسلام يذهب للشيخ يقول له مثلاً: اسأل لنا الله عز وجل في بعض الأمور! فما حكم الشرع

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فالتوسل أقسام: أقسام ممنوعة، وأقسام جائزة، فالأقسام الممنوعة: كالتوسل الذي هو شرك، يسميه المسلمون توسلاً وهو دعوة الأموات, والاستغاثة بالأموات, والنذر لهم هذا يسميه المسلمون توسلاً وهو شرك أكبر، فالواجب الحذر منه، دعوة الميت, والاستغاثة به, والنذر له ونحو ذلك هذا كله من الشرك الأكبر وإن سماه توسلاً، قال-تعالى-:وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ(يونس: من الآية18)، ويقول-سبحانه-: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى(الزمر: من الآية3)، والنوع الثاني: شرك أصغر، وهو التوسل بجاه فلان، وبفلان، كالتوسل بجاه النبي محمد، أو بجاه الأنبياء, أو بجاه الشيخ عبد القادر، أو بجاه أبي بكر, أو عمر, أو بذواتهم أسألك بعمر, أو بعثمان، هذا من التوسل الذي هو منكر، وهو يسمى شركاً أصغر، وهو من وسائل الشرك الأكبر، هذا من وسائل الشرك الأكبر، وهناك توسل ثالث جائز: وهو توسل بدعاء الحي وطلب أن يدعو لك، مثلما قال الرجل للرسول: يا رسول الله! ادع الله لي، أن يرد الله علي بصري، تقول لأخيك: ادع الله لي أن يشفيني، فهذا توسل بدعائه، بدعائه لك وهو حي موجود هذا جائز، توسل جائز، تقول: يا أخي ادع الله أن يشفيني، ادع الله أن يرزقني ولد، ادع الله أن يغنيني من الفقر، مثلما يروى عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال لعمر لما ذهب للعمرة: (لا تنسانا من دعائك)، رواه الترمذي وجماعة في سنده ضعف، ومثل هذا يقول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يقول للصحابة : إنه يقدم عليكم رجل من اليمن، يقال له أويس القرني، كان براً بأمه فمن لقيه منكم، فليطلب منه أن يستغفر له. أما التوسل الشرعي: هو التوسل بأسماء الله وصفاته وتوحيده والإيمان به، هذا توسل شرعي، تقول: اللهم إني أسألك بتوحيدك واتباعي لنبيك, وطاعتي لك أن تغفر لي، اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفات العلى، اللهم إني أشهد أنك الرحمن الرحيم، بأنك الرب الكريم، بأنك خالق كل شيء، فالتوسل بالله وبأسمائه وصفاته هذا مشروع، ومن هذا قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: اللهم بأني أشهد أنك الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، هذا كله من التوسل الشرعي، اللهم إني أسألك بإيماني بك ومحبتي لنبيك أن تغفر لي، ومن هذا قوله-عليه الصلاة والسلام- في تعليمه لبعض الصحابة لما علمهم أن يتوسلوا علمهم أن يقولوا: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وفي اللفظ الآخر اللهم إني أشهد أن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم كل هذا توسل بأسمائه وصفاته، والنبي- صلى الله عليه وسلم- أقر الصحابة على ذلك وذكر بأن هذه التوسلات من أسباب الإجابة في بعضها لقد سأل الله باسمه الأعظم، فالتوسل بتوحيد الله، والإيمان بالله وبأسماء الله وبصفات الله توسل شرعي، من أسباب الإجابة.