حكم الانضمام للحركة الشعبية

السؤال: ما رأي الشرع في انضمام رجل مسلم إلى الحركة الشعبية كتنظيم سياسي مع العلم أن قيادتها لم يكونوا بمؤمنين؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فلا يجوز لعبد يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينضم لحركة تعادي الإسلام وأهله، سواء كانت الحركة الشعبية أو غيرها من الأحزاب الإلحادية والعلمانية التي تجاهر بعداوة الإسلام، أو تكون برامجها مشتملة على الدعوة إلى إقصاء الدين عن الحياة؛ وذلك كقول بعضهم: "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، وهي العبارة التي تنسب للمسيح عليه السلام والله أعلم بصحة نسبتها إليه، لكنها على كل حال لا تصح في ديننا بل هي مصادمة للنصوص الشرعية المحكمة المتواترة، وكذلك قول بعضهم: "الدين لله والوطن للجميع"، يعنون بذلك أن يكون الدين شأناً خاصاً بين العبد وربه ولا علاقة له بسياسة الدنيا ومصالح الناس، وقول بعضهم: "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين"، إلى غير ذلك من المبادئ الكفرية التي تنادي بها بعض الأحزاب والحركات التي تختلف أسماؤها وتتحد غاياتها.

والأصل في ذلك قول الله تعالى: {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء}، وقوله تعالى: {لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء}، وقوله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء}، إلى غير ذلك من النصوص، والحركة الشعبية على وجه الخصوص لم تُخف في يوم الأيام عداوتها للإسلام وأهله، وأعلنت مراراً عن نيتها وسعيها لإقامة ما يسمونه بالسودان الجديد، يعنون بذلك سوداناً علمانياً لا مكان للدين فيه، كما أنهم قد بدت البغضاء من أفواههم تجاه كل ما يمت للعروبة بصلة، وما فتئوا ينادون بأن سكان السودان الأصليين هم الزنوج وأن العرب الجلابة ليسوا إلا غزاة! إلى غير ذلك من الترهات التي يبثونها ويدندنون حولها مراراً وتكراراً.

وإن المرء لا ينقضي منه العجب حين يرى منتسبين إلى الإسلام يسارعون فيهم لنيل عرض من الدنيا قليل يبيعون من أجله دينهم، ويوادون من حاد الله ورسوله!! فإذا عوتبوا يقولون: {نخشى أن تصيبنا دائرة}، وهم يجهلون حكم القرآن الواضح: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}.

هذا وإن الواجب على أهل الإسلام أن ينصر بعضهم بعضاً، ويعين بعضهم بعضاً، ويضع كل منا يده في يد أخيه عملاً بقول ربنا سبحانه: {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير}، والله الموفق والمستعان.



نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.