الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،
أما بعد:
فنسأل الله العليَّ القديرَ أن يَتَقَبَّلَ مِنْكَ حِرْصَكَ على خدمة
الإسلام.
فمن المعلوم أِنَّ عِلْمَ النَّفْسِ الذي يُدَرَّسُ حاليا في المؤسسات
التعليمية شعبةٌ من شُعَبِ الفَلْسَفَةِ اليُونَانِيَّة، وغيرهمْ ممن
لا يَدينون بدين صحيح ومن ثَمَّ أهملوا جانِبَ اتِّصَالِ العَبْدِ
بِرَبِّه، وإيمانه به وَبِقُدْرَتِهِ وَبِقَدَرِه، وَيَنْظُرونَ إِلَى
الأحداثِ نَظْرَةً ماديَّةً مُجَرَّدَةً؛ بالنظر إلى الأسباب دون
النظر إلى المُسَبِّبِ؛ وذلك لأنَّ واضعيه أغلبهم من غير المسلمين.
لذلك يجب على الدارس والعامل في هذا المجال دراسةُ الكتاب والسنة،
وتنميةُ التجارب الواقعية والخبرة بالقراءة والبحث، وإضافةُ ما يتوافق
مع المبادئ الإسلامية، وحذف ما يتعارض معها منه، والحذرُ مما تجره هذه
الدراسات من الانزلاق والمجانبة للطريق المستقيم.
فَإِنْ كانتْ طَبِيعَةُ عملِكَ - بوصفك مرشدًا نفسيًّا - هي استخدام
عِلْمِ النفس لتحليل نفسيَّة شخص ما ومعرفة طبيعته، وهل هو شخص بسيط
أو معقد، أو هو ذكي أو بليد، أو متهم أو بريء أو مساعدة الأفراد
المصابين بسقوط نفسي أو غير ذلك: فلا مانع من هذا العمل شرعًا في حدِّ
ذاته ما لم يكن يدخل عليه مانع آخر.
أما قول ذلك الأخ لك: "إنك لو مت وأنت تدرس ذلك العلم تموت على
الجاهلية"، فغلو شديد يشبه غلو الخوارج، ولا أعلم أحدًا من أهل العلم
المعتبرين قال بهذا القول الجافي، بل قد يكون في عملك ودراستك فوائدُ
إن استخدِمت لخدمة المسلمين وفقًا لما ذكرناه من ضوابط.
هذا؛ وقد صُنِّفَت في هذا الباب بعضُ الكتب، تتناوله من الناحية
الشرعية؛ منها على سبيل المثال:
(القرآن وعلم النفس) و (مدخل إلى علم النفس الإسلامي)؛ لمحمد عثمان
نجاتي، والكتاب الثاني يمكنك تحميله من المجلس العلمي بموقع (الألوكة)
على الرابط التالي: Majles
وكتاب (معالم علم النفس في القرآن الكريم) وكتاب (علم النفس في التراث
الإسلامي)... وغيرهم.
وهذه الإسهامات - وإن كانت قليلة - إلا أنها تُعَدُّ بداية لتصحيح هذا
الفن وأسلمته، والمجال لازال رحبًا لمزيد من الإسهامات،، والله
أعلم.
موقع الألوكة