استعمال حبوب منع الحمل

إني أم لثلاثة أطفال، ومشكلتي هي أني عندما أكون حاملاً أمرض مرض شديداً، وهذا المرض يستمر لمدة ستة أشهر، فأبقى في غرفتي وأعتزل عن كل شيء، وأصبح عالةً على أهلي حيث يقومون على خدمتي أنا وأولادي، ولا أريد أن أشاهد أحداً، ولا أحب أي طعام له رائحة، حتى أولادي لا أريد أن أسمع أصواتهم، حتى أني قمت بفطم ابنتي وهي لم تبلغ السنتين من شدة المرض، وكذلك لا أريد النور في غرفتي التي أنا فيها في هذه الحالة، هل يجوز والحال ما ذكرت أن أمنع الحمل نهائياً علماً أني أسقطت بعد أن كان لي سبع أشهر جزاكم الله عني وعن المسلمين خيراً؟

الإجابة

نعم، لا حرج عليك في استعمال الحبوب التي تمنع الحمل لأن هذا ضرر عظيم، ومشقة كبيرة، والله يقول سبحانه: فاتقوا الله ما استطعتم، ويقول جل وعلا: لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فلا حرج عليك في استعمال الحبوب ونحوها مما يمنع الحمل لهذه المضرة العظيمة، لكن إذا حملت فليس لك إسقاط ذلك بعدما يتجاوز الأربعين الأولى أما في الأربعين الأولى فالأمر في هذا أوسع إذا كان هناك بعض المضرة، أما استعمال ما يمنع الحمل بالكلية من أجل هذه المضرة فلا حرج في ذلك لكن لو قدر أنك تساهلت حتى صار الولد إلى ما بعد الأربعين فلا تسقطيه بل تحملي وتصبري لعل الله يجعل في ذلك الخير والبركة. قلتم يا سماحة الشيخ أربعين والذين قالوا ثمانين ما رأيكم في ذلك؟ المشهور أربعين لأنه وقت النطفة كالعزل، وقت النطفة كالعزل كما يعزل عنها، أما إذا انتقل إلى العلقة أو إلى المضغة فهو انتقل إلى حيوان حينئذ فالواجب ترك ذلك إلا عند الضرورة القصوى إذا صار هناك ضرر بين عظيم، فلا بأس أن يتواصلوا مع طبيبات مختصات أو طبيب مختص إذا لم يوجد طبيبة مختصة بإسقاطه عند الضرورة، بأن كان يخشى عليها الهلكة والموت. هذا في حالة ثمانين؟ بعد الأربعين أما إذا تخلق بعد أربعة أشهر فهذا أشد ليس لها إسقاطه إلا إذا قرر الأطباء أن عدم إسقاطه سبب لموتها فحياتها مقدمة لا بأس بإسقاطه بالطريقة الممكنة التي يقررها الأطباء حتى لا تموت هي بأسباب بقائه.