ليس عليك إلا فدية عن ترك الرمي وعلى زوجتك أيضاً ، فعليكما فديتان، عنك ذبيحة وعنها ذبيحة، إذا كانت الذبيحة التي ذبتحها لم تقصد بها ذبيحة ترك الرمي، وإنما قصدت بها شيئاً آخر، فعليك ذبيحة واحدة عن نفسك وذبيحة أخرى عن زوجتك بسبب ترك الرمي، وهذه الذبيحة مثل الضحية: جذع ضأن أو ثني معز ، سليم من العيوب ، يذبح في مكة للفقراء والمساكين، سواء توليته بنفسك ، أو وكلت ثقة في مكة يقوم بذلك. وأما طواف الوداع فهو واجب ، والذي قال: ليس عليك وداع وأنت في السعودية، هذا غلط ، هذا جهل بحت، بل عليك ذبيحة أيضاً عن ترك الوداع، لأنه واجب على الحاج إذا فرغ من حجه ، وأراد السفر أن يطوف للوداع، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم -: (لا ينفر أحد منكم حتى يكون آخر عهده بالبيت). ولقول ابن عباس - رضي الله عنهما-: أمر الناس – يعني أمرهم النبي – أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض). فالمرآة الحائض والنفساء ليس عليهما وداع، وأما أنت عليك وداع، فلما تركته فعليك ذبيحة تذبح في مكة للفقراء مثل الضحية : جذع ضأن أو ثني معز. وأما الذي قال لك تخرج القيمة فهذا قد غلط ، وهذا جهل منه، وهو يدل على عدم بصيرته ، وأنه يقول على الله بغير علم، فالثمن لا يجزئ سواء جعل في كتب في التفسير أو غيره، فإخراج القيمة أو الصدقة بكتب كل ذلك لا يقوم مقام الهدي، كذلك قراءة الفاتحة للنبي - صلى الله عليه وسلم - بدعة لا أساس لها ، فنوصيك بالحذر من سؤال من لا يعرف بالعلم والفضل والبصيرة في الدين، لا تسأل إلا أهل العلم المعروفين بالورع والعلم والبصيرة في دين الله، والسمعة الحسنة؛ لأن كثيراً من الناس يقول على الله بغير علم، ويفتي على غير بصيرة، نسأل الله العافية والسلامة.