الإجابة:
قال الله سبحانه وتعالى: {وَلِلَّهِ
عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ
سَبِيلاً} [سورة آل عمران: آية 97]، ففرض الله سبحانه وتعالى
الحج على المسلم مرة واحدة في العمر بشرط الاستطاعة بأن يجد الزاد
والمركوب الذي يبلغه إلى الحج، وإذا أجر الإنسان نفسه لآخرين من
الحجاج أو قدم إلى مكة لعمل حكومي وحج فلا بأس بذلك فللإنسان أن يؤجر
نفسه وأن يحج وحجه صحيح إن شاء الله لقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ
فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ} [سورة البقرة: آية 198] الآية. وهذه
الآية نزلت في جواز البيع والشراء في الحج وكذلك يجوز أن يؤجر الإنسان
نفسه ويتكسب من المكاسب المباحة، أما بالنسبة لما ورد في السؤال من
أنه إذا أجّر نفسه وذهب إلى مشاعر الحج فهل يلزمه أن يحج أو لا
يلزمه؟
نقول إذا أمكنه ذلك بأن تمكن من أداء المناسك من غير إضرار بعمله الذي
استؤجر من أجله واستحفظ عليه فإنه يلزمه أن يحج حجة الإسلام لأنه تمكن
من الحج واستطاع الحج بوصوله إلى المشاعر المقدسة من غير ضرر على
مؤجره أو على عمله الرسمي.
أما إذا لم يتمكن أن يوفق بين الحج وأداء العمل الذي قدم من أجله فإنه
لا يلزمه الحج في هذه الحالة لأنه معذور لكن يبقى الحج واجباً في ذمته
إلى أن يستطيع بنفسه هذا في حج الفريضة أما حج النافلة فلا يلزمه ولو
قدر عليه.