من يستغيث بالتيجاني ويدعوه لا يجوز الصلاة خلفه

هل تجوز الصلاة خلف إمام يفعل البدعة أثناء الليل، وإذا سأل يسأل بالشيخ أحمد التيجاني، وإذا استعاذ يستعيذ به ويحمده، هل يجوز إتباعه والإقتداء به؟ أفيدونا أفادكم الله؟.

الإجابة

مثل هذا لا يصلى خلفه. من كان بهذه المثابة يدعو التيجاني، ويستعيذ بالتيجاني، أو بالحسين، أو بالبدوي، أو بغيرهم من الأموات، أو بالأنبياء، هذا شرك أكبر، فالذي يقول: يا سيدي أحمد التيجاني أنا في حسبك أنا في جوارك أنا مستجير بك، أو يا سيدي رسول الله أنا مستجير بك أو يا سيدي الحسين أو يا سيدي البدوي أو يا سيدتي زينب أو يا فلان أو يا فلان هذا من الشرك الأكبر، الله يقول -سبحانه-: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [(60) سورة غافر]. ويقول -عز وجل-: فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا. ويقول -سبحانه-: وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ [(106) سورة يونس]. يعني المشركين. فالله أمر عباده أن يدعوه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [(60) سورة غافر]. وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [(186) سورة البقرة]. وقال سبحانه-: فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [(18) سورة الجن]. وقال -عز وجل-: وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ* إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [سورة فاطر (13)(14)]. فسمى دعائهم إياهم شركاً. وقال جل وعلا: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [(117) سورة المؤمنون]. فسماهم كفرة لدعوتهم غير الله من الأموات والملائكة والجن، ونحو ذلك. فالعبادة حق الله هو الذي يدعى -سبحانه وتعالى-: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ [(21) سورة البقرة]. ويقول –سبحانه-: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [(56) سورة الذاريات]. ويقول سبحانه: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [(36) سورة النحل]. ويقول سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ* أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [سورة الزمر(2)(3)]. ويقول سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء [(5) سورة البينة]. ونهى عن عبادة غيره فقال: قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا [(20) سورة الجن]. والدعاء هنا يشمل دعاء المسألة ويشمل دعاء العبادة، فلا يدعى مع الله أحد، لا بالصلاة ولا بالصوم، ولا بالضراعة إليه وسؤاله ولا بالنذر ولا بالسجود، ولا غير هذا، لأن هذا حق الله -سبحانه وتعالى-، فالذي يدعو التيجاني أو يدعوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو يدعوا أحد الصحابة؛ كعلي - رضي الله عنه - أو الحسين والحسن - رضي الله عنهم جميعاً- أو يدعوا البدوي أو المرسي أو الشيخ عبد القادر الجيلاني، أو فلان، أو فلان كل هذا شرك أكبر، يجب تركه والحذر منه، ولا يتخذ هذا إماماً، ولا يعتمد عليه في فتوى ولا غيرها؛ لأن الشرك أعظم الذنوب وأكبرها، فالواجب تحذيره ونصيحته ودعوته إلى الله -عز وجل- لعله يتوب فيتوب الله عليه، يقول سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [(88) سورة الأنعام]. ويقول – سبحانه - يخاطب نبيه -عليه الصلاة والسلام-: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [(65) سورة الزمر]. ويقول –سبحانه-: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [(13) سورة لقمان]. ويقول -عز وجل-: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء [(48) سورة النساء]. فبين –سبحانه- أن الشرك لا يغفر لمن مات عليه، أما ما دونه من المعاصي فتحت مشيئة الله –جل وعلا-، من مات على المعاصي كالزنا والخمر ونحو ذلك هذا تحت مشيئة الله لا يكفر، إذا لم يستحل ذلك، لكن هو تحت مشيئة الله إذا مات على ذلك، إن شاء الله -سبحانه- غفر له بأعماله الصالحة وتوحيده وإسلامه، وإن شاء عذبه على قدر معاصيه التي مات عليها، ثم منتهاه إلى الجنة بعد التطهير والتمحيص إذا كان مات على التوحيد والإيمان الإسلام. بارك الله فيكم.