التبرع بنفقة الحج النافلة للمجاهدين أفضل

أيهما أولى للمسلم الذي قد أدى ما فرضه الله عليه من الحج: هل الأولى تأديته نفلاً - أي للمرة الثانية - أم التبرع بقيمة تكاليف الحج للمجاهدين؛ كي يستطيع أولئك الصمود أمام أعداء الله؟[1]

الإجابة

من حج الفريضة، فالأفضل أن يتبرع بنفقة الحج الثاني للمجاهدين في سبيل الله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل: أي العمل أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله))، قال السائل: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))، قال السائل: ثم أي: قال: ((حج مبرور))[2]. متفق على صحته.

فجعل الحج بعد الجهاد، والمراد به حج النافلة؛ لأن الحج المفروض ركن من أركان الإسلام مع الاستطاعة.

وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا))[3].

ولاشك أن المجاهدين في سبيل الله في أشد الحاجة إلى المساعدة المادية من إخوانهم، والنفقة فيهم أفضل من النفقة في حج التطوع؛ للحديثين المذكورين وغيرهما.

[1] نشرت في جريدة (الجزيرة) في 21/11/1413ه العدد 7531.

[2] رواه البخاري في (الإيمان)، باب (من قال: إن الإيمان هو العمل) برقم 26، ومسلم في (الإيمان)، (باب كون الإيمان بالله - تعالى -  أفضل الأعمال) برقم 83.

[3] رواه البخاري في (الجهاد والسير)، باب (فضل من جهز غازياً أو خلفه بخير) برقم 2843، ومسلم في (الإمارة)، باب (فضل إعانة الغازي في سبيل الله) برقم 1895.