حكم من يدعو غير الله

في بلادنا ضل الكثير بسبب الطرق الصوفية، حيث يعبدون القبور ويدعون غير الله، ومنهم حفظة لكتاب الله وأئمة للمساجد، سؤالي يتكون من فقرات سماحة الشيخ: هل هؤلاء كفار بسبب ارتكابهم للشرك وبعدم معرفتهم للتوحيد إذا كانوا يجهلون معنى لا إله إلا الله، وهل يعذرون بالجهل أم هم كفار؟ وجهونا في ضوء هذا السؤال،

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد دل الكتاب العزيز والسنة المطهرة على بيان توحيد الله جل وعلا، وعلى أنواع الشرك الأكبر، فمن تلبس بالشرك من سائر الناس وهو بين المسلمين ممن بلغه القرآن والسنة فإنه يحكم عليه بالشرك، قال الله جل وعلا:وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ (19)سورة الأنعام، وقال الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ (67) سورة المائدة، وقال:فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ(40) سورة الرعد، فمن بلغه القرآن العظيم والسنة المطهرة، ثم تعاطى الشرك يحكم عليه بالشرك لتساهله وعدم عنايته بما أوجب الله عليه من التفقه في الدين ومن البصيرة، فإذا كان يدعو الأموات ويستغيث بالأموات أو بالنجوم أو بالأشجار والأحجار، أو بالأصنام، أو بالجن يدعوهم يستغيث بهم ينذر لهم فهذا شرك أكبر، يستتاب من ذلك يستتيبه ولي الأمر، فإن تاب وإلا وجب قتله على شركه بالله، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم –: (من بدل دينه فاقتلوه)، والله بعث نبيه - صلى الله عليه وسلم – بالدعوة إلى الله وجهاد المشركين، فإذا كان الرجل بين المسلمين وفي بلاد المسلمين، أو بين قومٍ بلغهم القرآن والسنة ثم تساهل واستمر على ما هو عليه فإنه يحكم عليه بالشرك، إذا كان يدعو الأموات أو يستغيث بالأموات، وينذر لهم أو بالجن أو بالملائكة، أو بالأنبياء يقول يا سيدي فلان، أو يا نبي الله فلان اغفر لي أو أنجني من النار، أو أغثني أو اشف مريضي أو رد غائبي أو أنا في جوارك أنا في حسبك، يقول هذا للميت أو للجن أو للملائكة أو لغيرهم، هذا من الشرك الأكبر، لأن الله يقول - سبحانه وتعالى -:فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) سورة الجن، ويقول - سبحانه وتعالى -:وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ(117) سورة المؤمنون، ويقول جل وعلا: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ(13) سورة فاطر، ويقول عن المشركين وهم جهال:وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(18) سورة يونس، ويقول - جل وعلا- عنهم: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى قال - سبحانه وتعالى -:إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ(3) سورة الزمر، فسماهم كذبة بزعمهم أن أصنامهم تقربهم إلى الله زلفى، وسماهم كفرة بعبادتهم إياها وشرهم إياها.