هذا الاجتماع فيه خطر عظيم، فإن الاجتماع بالنساء المتبرجات فيه فتنة عظيمة، وقد قال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)، فالذي أنصحك به ألا تبقى معهم، وأن يكون الرجال على حدة والنساء على حدة، ويدرس الرجال الرجال، والنساء النساء، هذا هو الواجب على أهل المدرسة وهذا هو الواجب عليكم معشر المدرسين، وهذا الواجب على المدرسات أيضاً أن يخفن الله وأن يبتعدن عن الرجال، فيكون عملهن وحدهن مع البنات، كما يكون عملكم وحدكم مع الرجال، ولا يكون لكم اجتماع إلا في المسائل التي تدعو الحاجة إليها من دون تبرج النساء ومن دون تكشفهن، بل يكن مستورات متحجبات بعيدات عن أسباب الفتنة، عند الحاجة إلى سؤالهن عن شيء أو إفادتهن بشيء أو نصيحتهن ونحو ذلك. أما الاجتماع معهن على أنهن مدرسات وأنتم مدرسون مع تبرجهن وإظهار محاسنهن فهذا شره عظيم، وخطره كبير وهو منكر ظاهر، فالواجب تغييره، وعلى المدرسة أن يعتنوا بهذا الأمر، وأن يخافوا الله، وأن يراقبوا الله، وأن يفصلوا البنين عن البنات، وأن يكون المدرس للبنين هم الرجال، وأن يدرس البنات المدرسات من النساء، هذا هو طريق النجاة وهو طريق السلامة، وهو الواجب على الجميع، لأن الله يقول -سبحانه-: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى[المائدة: 2].