حكم الأكل مع من يتعاطون الخمر ومع من يرتكب الكبائر

هناك بعض المسلمين يمتنعون عن الأكل مع بعض الناس، ولو مع نسائهم، ولو مع إخوانهم، وعندما تقول له لماذا؟ يقول: لأن هؤلاء الناس يأكلون مع مرابي أو مع شارب خمر، فما حكم هذا العمل؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فلا ريب أنه ينبغي للمؤمن أن يتحرى صحبة الأخيار ومجالستهم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي)، قال جمع من أهل العلم معناه: لا تتخذهم أصحاباً أو أخداناً إلا إذا كانوا أتقياء أهل خير، لكن ما يتعلق بالضيف والشيء العارض لا حرج إذا أكل معك من لا يرتضى، جاء ضيفاً أو صادفته عند غيرك فلا بأس ولو كان ممن يظن فيه الربا أو يظن فيه أنه يجالس أهل الخمر أو ما أشبه ذلك، لكن أنت لا تتخذهم أصحاب إذا عرفت أنهم أصحاب خمر أو أصحاب فساد اجتنبهم وابتعد عنهم يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (مثل الجليس الصالح كحامل المسك إما أن يحذيك – يعني يعطيك – وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ومثل الجليس السوء مثل نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة)، فالنبي - صلى الله عليه وسلم-يحثنا بهذا على صحبة الأخيار وأن يكونوا هم الجلساء هم الأصحاب في الحضر والسفر، ويحذرنا من صفات الأشرار، لكن ما يعرض من العوارض من غير أن يكون صاحب، لكونه ضيفاً أو لكونك صادفته في دعوة وليمة فلا حرج في ذلك.