حكم صلاة وصوم من هجر أمه

هناك رجل طالب علم يصلي ويصوم ويتصدق لكن مع الأسف قد هجر أمه، فهل صلاته وصومه وصدقته تنفعه وهو هاجر لأمه لا يلتفت إليها، وهي مؤمنة تصلي وتصوم ونحن نعرفها بذلك؟

الإجابة

على كل حال هجره لأمه منكر وعقوق عظيم، يجب عليه التوبة إلى الله من ذلك، وعليه أن يرجع إلى برها والإحسان إليها، والأخذ بخاطرها، واستسماحها، هذا الواجب عليه، وليس له أن يبقى على الهجر، على العقوق، بل هذا منكر عظيم، وكبيرة عظيمة، فيجب عليه تركها، واستسماح والدته، وطلب رضاها، والتوبة إلى الله من ذلك -سبحانه وتعالى-. أما صلاته وصومه وعباداته فلا تبطل، بل عباداته صحيحة، وأعماله صحيحة إذا أداها على الوجه الشرعي، ولكن يكون إيمانه ضعيفاً، يكون إيمانه ناقصا بهذه المعصية، فإن المعاصي عند أهل السنة تنقص الإيمان، وتضعف الإيمان، ولكن لا تكفر صاحبها، إنما يكفر عند الخوارج، الذين يكفرون بالذنوب وهم ظلمة فجرة، بهذا قد أخطأوا وغلطوا عند أهل السنة. أما أهل السنة فيقولون لا: المعصية تنقص الإيمان، ولكن لا يكن صاحبها كافراً ولا مخلدا في النار، بل هو عاصي ومعصيته تنقص إيمانه، تضعف إيمانه تسبب غضب الله عليه، وعلى خطر منها من دخول النار، ولكن لا يكون كافراً حتى ولو دخل النار لا يخلد فيها هكذا أهل التوحيد عند أهل السنة والجماعة لا يخلدون في النار، إذا دخلوها بمعاصيهم فالحاصل أن هجر أمه معصية وكبيرة وهي من العقوق ولكن لا يكون ذلك من أسباب كفره ولا بطلان عمله إلا إذا استحل ذلك ورأى أن عقوق حلال، هذا يكون كافر نعوذ بالله، من استحل عقوق الوالدين وأنه حلال أو استحل الربا ورأى أنه حلال أو استحل الزنا ورأى أنه حلال هذا يكون كافر مرتد عن الملة، إلا أن يكون يجهل كالبعيد عن الإسلام الذي نشأ في بلاد بعيدة عن الإسلام يعلم فإذا بين له أن هذا مما فرضه الله طاعة الوالدين مما فرضه الله وأن عقوقهما مما حرمه الله إذا علم وبين له ثم أصر يكون كافراً نعوذ بالله. هذا طالب علم يا شيخ. إذا كان طالب علم على كل حال تكون كبيرته أشد نسأل الله العافية.